أفترض أن أحد طرائق الاستجابة والتفاعل مع العمل تكون بتأمل الشخصيات المهمشة - غير المحورية - ولماذا هم هناك: على سبيل المثال، هل كانت سالي سيتون غير جذابة؟ وإذا كانت هكذا، ماذا أخبرتنا عن كلاريسا؟
وهناك أطباء سبتيمس على سبيل المثال، كانوا منسلخين
13
طبقيا وغير ودودين وأفظاظا؛ أي إنهم أناس قد يكونون مملين في الحياة، غير أنهم في الرواية يشرحون فكرتي حول كيف كان الناس منعزلين (حتى الأطباء) في تلك الآونة عن المرضى العقليين والنفسيين وعن محنة «صدمة القذيفة».
لمدة طويلة كنت قلقة بشأن مسز دالواي، فكرت أنها ربما تكون كائنا لامعا لكنه خاو، لكنني كنت طامحة أن تغدو، في نقاط التقائها وتقاطعها مع سبتيمس، كائنا جذابا، ليس فقط من أجل التناقض والتباين بينهما، ولكن بسبب بعض اللحظات التي كانا فيها يتوافقان ويتقاطعان.
هل نظرتم في مقاطع صفحتي 3 و75 (طبعة بنجوين، كلاهما مثال على تيار الوعي)، عندما بدا أن كلا من كلاريسا وسبتيمس يمتلكان نفس الإيقاع ونفس المعجم؟
ثم ماذا عن بيتر ويلش؟ أحد النقاد كتب أن طريقته حين كان يجلس ويلعب بتلك السكين طوال الوقت بدت شاذة وجديدة وجذابة!
أنتم تدفعونني الآن إلى التفكير في تساؤل ضخم وفاتن: ما الذي يجعل شخصية ما في رواية ما «شخصية جذابة »؟! - ما هي المدة التي احتفظت فيها بمذكراتك؟ - بدأت بالاحتفاظ بما أكتب من مذكرات منذ أوائل يناير 1897م؛ أي حين كنت في الخامسة عشرة.
كنت بمثابة مؤرخة عائلات غير رسمية، وصفت أشياء وأحداثا مثل اليوبيل الماسي للملكة فيكتوريا، والإعدادات لحفل زفاف أختي غير الشقيقة «ستيللا»، كذلك أشياء من قبيل إعلانات مثل «زوروا محلاتنا في ركن سيرك بيكاديللي، عند موقف الباصات، وتذوقوا شطائرنا الساخنة»، كنت أحيانا أشير إلى نفسي في تلك المذكرات بلقب «ميس جان».
بين عامي 1897م و1909م كنت قد ملأت دفاتر سبعة. كان أول تاريخ مكتوب هو الأحد 3 يناير 1897م، وتبدأ هكذا: «كلنا بدأنا نحقق أرقاما قياسية في بداية العام الجديد: نيسا، وآدريان وأنا. ركبنا الدراجات مع جورجي (أخي غير الشقيق) وذهبنا إلى مستر إستادز (رسام صديق)، لكنه لم يكن موجودا، ومن ثم ذهبنا إلى حديقة باتيرسي ...» واستمر الحديث واصفة حالنا فيما نقود دراجاتنا: «دراجتي كانت جديدة والمقعد كان غير مريح.»
Bilinmeyen sayfa