25
التي صدرت عام 1943م.
وفي أثناء الحرب العالمية، كانت وولف قد أصبحت في بؤرة المشهد الأدبي تماما، سواء في لندن أو في بلدتها الأم «رومديل» بالقرب من ليويز وسسيكس. عاشت وولف في «ريتش موند» في الفترة ما بين عامي1915م و1924م، ثم في «بلوومز بيري» من عام 1924م وحتى عام 1939م. لكنها ظلت مداومة على زيارتها لمنزلها في «رومديل» منذ 1919م حتى لحظة مصرعها انتحارا عام 1941م.
عملت وولف على تطوير تقنياتها الأدبية فكرست قلما نسائيا رفيعا يناقش وينتقد هموم المرأة وحياتها في مقابل الهيمنة الذكورية وسيادة وجهة نظر الرجل في الواقع والوجود والكتابة.
في مقالها «السيد بينيت والسيدة براون»، ساجلت وولف بعض الروائيين الواقعيين الإنجليز مثل جون جولز وورثي، ه. ج. ويلز وغيرهما، حيث اتهمتهم بمعالجة القشور واللعب فوق منطقة السطح، بينما ينبغي، من أجل اختراق العمق، تقليص المساحة المحظورة في تناول الحياة، والاستفادة من أدوات الكتابة المتاحة مثل تفعيل تيار الوعي، والحوارات الذاتية للشخوص، وكذا الانصراف عن السرد الخطي والبناء الهندسي للحدث والزمن. (3) الملمح النقدي لأهم رواياتها «الخروج في رحلة بحرية» رواية توظف أكثر التيمات الروائية قدما وقداسة؛ الرحلة. تدور حول قدر «راشيل فينريز» التي ماتت أمها النشطة المتسلطة وهي بعد طفلة في الحادية عشرة، لتتركها تشب مع أبيها الخامل وعمتيها العانسين. لم تتواءم راشيل عضويا كما ينبغي حتى غدا عمرها 24 عاما. لدرجة أنها لم تكن تعرف شيئا عن الجنس اللهم عدا الشذرات السطحية المستقاة من المدرسة. مع هذا كانت عازفة بيانو بارعة. أسرها الفن والبيانو فتلخص حلمها ومثالها الأعلى في كلمة «فنانة»، حد أن غدت غير متوائمة مع كل مفردات الحياة باستثناء «الفن».
تبدأ الرواية برحلة بحرية في المحيط على سطح باخرة متواضعة تدعى «إفروزين».
26
الباخرة تبحر من إنجلترا صوب جنوب أمريكا ثم إلى أعلى حيث الأمازون. كانت راشيل في رفقة عمتها هيلين آمبرووز، وهي امرأة في بدايات الأربعين حاسمة وغير عاطفية، وهي إحدى الشخصيات المحورية في الرواية إلى جانب راشيل.
هبطت المرأتان في سانتا مارينا؛ إحدى قرى الساحل الجنوب الأمريكي، أخذتا مقامهما في فيلا بدائية ذات حديقة مهملة وتورطتا في التعامل مع مرتادي الفندق الوحيد في القرية، الذين كان من بينهم شابان هما: القديس جون هيريست، الذي يشبه إلى حد بعيد ليتون ستراتشي وسيقع في حب هيلين، والآخر هو تيرينس هيوات، وهو روائي طموح (الشخصية التي من خلالها ستعبر وولف عن معظم آرائها حول فن الكتابة عبر الكثير من الجدل والحوارات التي سيقيمها ذلك الشخص )، وهو سوف يحب راشيل.
أخيرا يقوم بعض أعضاء الفوج بعمل الرحلة الثانية في النهر صوب الغابة، وهنا تأخذ الأحداث مسارات أخرى ويتبدل كل شيء. «الخروج في رحلة بحرية» تحكي قصة العشاق التعسين المنهزمين ويتم رصدهم ضمن أصداء كورال من قصص أخرى ووجهات نظر مغايرة، أي عبر منهج التعدد المنظوري. «السيدة دالواي» 1925م (الرواية التي نسجت حولها رواية «الساعات» للروائي «مايكل كاننجام»
Bilinmeyen sayfa