كل هذه الأعمال علمها رب العالمين عباده، وأفردها لنفسه، فمن أتى بها لشيخ طريقة، أو نبي، أو جني، أو لقبر فحقق، أو مزور، أو لنصب، أو لمكان عبادة، وعكف فيها أحد الصالحين على العبادة والذكر والرياضة، أو لبيت أو لقبر، أو لأثر من آثار أحد الصالحين، يتبرك به، أو شعار يعرف به، أو يسجد لتابوت أو يركع له، أو يصوم باسمه (١) أو يقف أمامه خاشعا متواضعا، واضعا إحدى يديه على الأخرى، أو يقرب له حيوانا، أو يؤم بيتا [أو قبرا]، من هذه البيوت [أو القبور] من بعيد، فيشد إليه الرحل، أو يوقد السرج فيه تعظيما وتعبدا، أو يكسوه بكسوة (كما تكسى الكعبة) أو يضع على ضريح ستورا (٢)، أو يغرز علما، أو عودا باسمه (٣)، وإذا رجع رجع على
_________
(١) يظهر أن بدعة الصوم بأسماء الصالحين والصالحات من الأمة، قد ظهرت في العصر القديم في الهند، وقد يكون الصوم لشخصيات خيالية لا وجود لها، ولهذا الصوم أحكام وآداب في النية والإفطار؟ وأيام محدودة، ويطلب قضاء الحاجات من أولئك الذين يصام باسمهم، والاستعانة بهم، وقد شنع على ذلك الإمام الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي (المتوفى ١٠٣٤ هـ) في رسالة له إلى إحدى الصالحات من أتباعه، وعده إشراكا في العبادة. (رسالة رقم ٣ / ٤١ رسائل الإمام أحمد بن عبد الأحد) .
(٢) اعتاد الغلاة في تعظيم الأموات والقبور أن يكسوا ضرائح الأولياء والصالحين بالستور والثياب، ويعاملونها معاملة الأحياء من المشايخ والعظماء. وقد ظهرت هذه البدعة في بعض البلاد العربية، يقول الشيخ علي محفوظ في كتابه «الإبداع في مضار الابتداع»: «ومن البدع الستور التي توضع على الأضرحة ويتنافس فيها»، إلى أن قال: «ولكن خدمة الأضرحة سول لهم الشيطان ذلك، ليفتح لهم بابا من الارتزاق الخبيث، فتراهم إذا احتاجوا لتجديد ثوب التابوت لكل عام، أو إذا بلي، يوهمون العوام أن بها من البركة ما لا يحاط به، وإنها نافعة في الشفاء من الأمراض، ودفع الحساد وجلب الأرزاق والسلامة من كل المكاره، والأمن عن جميع المخاوف، فتهافت عليها البسطاء، وهان عليهم بذل الأموال في الحصول على اليسير منها» . (الإبداع ص ٩٧ - ٩٧) .
(٣) وهي من عادات الغلاة والجهال في الهند.
1 / 59