İblis'in Mektubu
رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس
Türler
الباب الثاني عشر في جزاء الأعمال والوعيد
قلت عمدة هذا الباب الإقدام على الطاعات واجتناب الخطيئات، وعلمت أني إن نهيتهم عن الطاعات وأمرتهم بالمعاصي كان صريح مخالفة الشرع ولا يروج ذلك. فألقيت أن لا جزاء على واحد، وأن الطاعة لا يستحق بها الثواب والمعاصي لا يستحق بها العقاب، ويجوز أن يدخل الله فرعون وسائر الكفار دار القرار والأنبياء دار البوار، أنفر الناس عن الطاعات وأجرؤهم على المعاصي، فقبلتم ذلك وقلتم: ديننا ودين آبائنا، مرحبا بالاتفاق !
وأنكرت المعتزلة ذلك أشد الإنكار وقالوا : في هذا هدم الدين ومخالفة كتاب رب العالمين في قوله : { ... جزاء بما كانوا يعملون}، ولو كان الأمر كما زعمتم فما معنى الحساب والجزاء؟ وما معنى الأمر بالطاعة والنهي عن المعصية؟ وتلوا : { ... ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار } ، { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ... } ونحو ذلك من الآيات.
وألقيت إليهم حثا على المعاصي وجراءة وتثبيطا عن الطاعة أن يوم القيامة يحمل ذنوب أهل الإسلام على اليهود والنصارى، ويدفع إليهم طاعة الملائكة. فوافقتموني وأظهرتم ذلك وتأولتم الآثار عليه وقررتم عيني وطيبتم نفسي ورعيتم حق الموافقة بيني وبينكم.
وقامت المعتزلة بالإنكار وتلوا : { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } ، و{ ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } ونحو ذلك ، وضللوا من روى ذلك ودان به. فضاق قلبي بمخالفتهم وزادت العداوة بيني وبينهم .
فألقيت إليكم أن الأطفال يعذبون بذنوب الآباء، غرضي بذلك إظهار القول بجواز العقوبة من غير ذنب. فقبلتم ، وخالفت المعتزلة وقالوا : أطفال المسلمين مع آبائهم في الجنة لقوله تعالى : { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } ، وأطفال الكفار خدم أهل الجنة كما وردت به السنة .
Sayfa 79