88

Güfran Risalesi

رسالة الغفران

Yayıncı

مطبعة (أمين هندية) بالموسكي (شارع المهدي بالأزبكية)

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٣٢٥ هـ - ١٩٠٧ م

Yayın Yeri

مصر

وإنِّي لأتمثِّل بقولك: ولقد نزلت، فلا تظنِّي غيره، ... منِّي بمنزلة المحبِّ المكرّم ولقد وفِّقت في قولك: المحبِّ، لأنَّك جئت باللَّفظ على ما يجب في أحببت، وعامّة الشُّعراء يقولون: أحببت، فإذا صاروا إلى المفعول قالوا: محبوبٌ. قال زهير بن مسعودٍ الضَّبِّيُّ: واضحة الغرَّة محبوبةٌ ... والفرس الصّالح محبوب وقال بعض العلماء: لم يسمع بمحبٍّ إلا في بيت عنترة. وإنَّ الذي قال: أحببت، ليجب عليه أن يقول: محبُّ، إلا أنَّ العرب اختارت: أحبَّ في الفعل، وقالت في المفعول: محبوب. وكان سيبويه ينشد هذا البيت بكسر الهمزة: إحبُّ لحبِّها السودان حتى ... إحبُّ لحبِّها سود الكلاب فهذا على رأي من قال: مغيرة، فكسر الميم على معنى الإتباع، وليس هو عنده على: حببت أحبُّ. وقد جاء حببت، قال الشاعر: ووالله لولا تمره ما حببته ... ولا كان أدنى من عبيدٍ ومرشق ويقال: إنَّ أبا رجاءٍ العطارديَّ قرأ: فاتَّبعوني يحببكم الله بفتح الياء. والباب فيما كان مضاعفًا متعدِّيًا أن يجيء بالضّمِّ، كقولك: عددت أعدُّ، ورددت أردُّ، وقد جاءت أشياء نوادر كقولهم: شددت الحبل أشد؟ وأشدُّ، ونممت الحديث أنمّ وأنمُّ، وعللت القول أعلُّ وأعلُّ. وإذا كان غير متعدٍّ فالباب الكسر، كقولهم: حلَّ عليه الدَّين يحلُّ، وجلَّ الأمر يجلُّ. والضمُّ في غير المتعديّ أكثر من الكسر فيما كان متعدّيًا، كقولهم: شَحَّ يَشُحُّ وَيشِحُّ، وشبّ الفرس يَشُبُّ ويَشِبُّ، وصحّ الأمر يَصِحُّ ويَصُحُّ، وفحتِ الحيَّة تَفِحُّ وتفُحُّ، وجّمُّ الماء يَجِمُّ ويَجُمُّ، وجدَّ في الأمر يّجِدُّ ويَجُدُّ في حروفٍ كثيرةٍ. وينظر فإذا

1 / 93