163

Kuşeyri Risalesi

الرسالة القشيرية

Soruşturmacı

الإمام الدكتور عبد الحليم محمود، الدكتور محمود بن الشريف

Yayıncı

دار المعارف

Yayın Yeri

القاهرة

سكران سكر هوى وسكر مدامة ... فَمَتَى يفيق فتى بِهِ سكران
واعلم أَن الصحو عَلَى حسب السكر، فمن كَانَ سكره بحق كَانَ صحوه بحق، ومن كَانَ سكره بحفظ مشوبا كَانَ صحوه بحظ صحيح مصحوبا، ومن كَانَ محقا فِي حاله كَانَ محفوظا فِي سكره، والسكر والصحو يشيران إِلَى طرف من التفرقة، وإذا ظهر من سلطان الحقيقة علم أَن صفة العبد الثبور والقهر.
وَفِي معناه أنشدوا:
إِذَا طلع الصباح لنجم راح ... تساوى فِيهِ سكران وصاح
قَالَ اللَّه تعالي: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: ١٤٣] هَذَا مَعَ رسالته خر صعقا وَهَذَا مَعَ صلابته وقوته صار دكا متكسرا والعبد فِي حال سكره يشاهد الحال وَفِي حال صحوه يشاهد العلم إلا أَنَّهُ فِي حال سكره محفوظ لا يتكلفه وَفِي صحوه متحفظ بتصرفا والصحو والسكر بَعْد الذوق والشرب

1 / 177