222

Al-Risalat al-Mustatrafat

الرسالة المستطرفة

Soruşturmacı

محمد المنتصر بن محمد الزمزمي

Yayıncı

دار البشائر الإسلامية

Baskı Numarası

السادسة 1421هـ-2000م

من خذلها حتى تقوم الساعة فقال: إن لم تكن أهل الحديث فلا أدري من هي؟ وكان الشافعي رضي الله تعالى عنه يقول: إذا رأيت أصحاب الحديث فكأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم الغالب أن تحقيق هذا العلم إنما يحصل بمن أعطاه كله واستغرق فيه أوقاته دون من يكثر منه الالتفافات إلى غيره من العلوم فإنه لا يحققه كل التحقيق، قال الخطيب البغدادي: علم الحديث لا يعلق - يعني علوقا تاما إلا بمن قصر نفسه عليه ولم يضم غيره من الفنون إليه وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه: أتريد أن تجمع بين الفقه والحديث هيهات! وكان شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن مت الأنصاري الأصبهاني الهروي1 يقول: هذا الشأن يعنى الحديث شأن من ليس شأنه سوى هذا الشأن ولذا قدم فيه كلام الحافظ السخاوي على كلام السيوطي عند التعارض لأن صاحب فن يغلب صاحب فنون لكن قد يجمع الله بينهما جمعا كاملا لمن شاء من خلقه كما وقع لإمامنا مالك رضي الله تعالى عنه ولغيره من بعض الأئمة، وقد قالوا: إن هذه العلوم الثلاثة وهي: الحديث والفقه والتصوف قل إن تجتمع في شخص على وجه الكمال وإذا اجتمعت فيه فهو فرد وقته وألقاب عصره بل ينبغي أن تشد

Sayfa 221