[خلاصة أحكام المسائل السابقة]
فلا تشكوا في الجمعة أنها فريضة من فرائض الله، وهي ركعتان يوم الجمعة مع الإمام.
ولا تشكوا في هذه المرأة الفاسقة أنها كافرة، فإنه لا يشك فيها ولا في أمرها، ولا يرخص في ذلك إلا من لا يعرف دينه.
ولا تشكوا ليس أهل قبلتنا شرك، فيحكم عليهم حكم رسول الله - عليه السلام - في ملل الشرك.
وإياكم أن تنطقوا بهذا المنطق العظيم في الرب تبارك وتعالى، وبما تكلم هؤلاء السفهاء؛ فقد حرم الله على المؤمنين [ذلك] (¬1) ، وتقدم إليهم ووعظهم وأوعدهم في كتابه المنزل على لسان نبيه - عليه السلام - في خلق من خلقه، فقد سمعتموه وهو ما أنزل في عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - زوج النبيء - عليه السلام - حين ابتليت بما ابتليت به، وتكلم في أمرها قوم (¬2) ، فأنزل الله وحيا من السماء، فقال: {إن الذين جآءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * لولا اذ سمعتموه ظن المومنون والمومنات بأنفسهم خيرا وقالوا: هذآ إفك مبين * لولآ جآءوا عليه بأربعة شهدآء، فإذ لم ياتوا بالشهدآء فأولئك عند الله هم, الكاذبون} (¬3) .
¬__________
(¬1) - زيادة منا ليستقيم المعنى.
(¬2) - انظر حادثة الإفك في تفاسير آيات سورة النور، ومصادر الحديث والسيرة النبوية، منها:
... *ابن كثير: تفسير، ج5/ص62-70 *مسلم: صحيح مسلم بشرح النووي، ج17/ص102-119 *المودودي: تفسير سورة النور *د/ناصر: أنوار من سورة النور، ص.
(¬3) - سورة النور: 11-13.
Sayfa 29