Message of Assembly and Separation in Oath of Divorce

İbn Teymiyye d. 728 AH
38

Message of Assembly and Separation in Oath of Divorce

رسالة الاجتماع والافتراق في الحلف بالطلاق

Araştırmacı

محمد بن أحمد سيد احمد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1408 AH

الحرّاني تقي الدين أبو العباس، الإمام المُجمع على فضله ونبله ودينه، قرأ القرآن وبرع فيه، والعربية، والأصول، ومهر في علميْ التفسير والحديث. وكان إماماً لا يلحق غباره في كل شيء، وبلغ رتبة الاجتهاد، واجتمعت فيه شروط المجتهدين. وكان إذا ذكر التفسير أبهت الناس من كثرة محفوظه وحسن إيراده، وإعطائه كل قول ما يستحقه من الترجيح والتضعيف والإبطال وخوضه في كل علم. كان الحاضرون يقضون منه العجب. هذا مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والاشتغال بالله تعالى والتجرّد من أسباب الدنيا، ودعاء الخلق إلى الله تعالى(١).

وقال الإمام العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت سنة ٧٩٩ هـ): أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيميَّة الحرّاني، الإمام الفقيه، المحدّث، المجتهد تقي الدين أبو العباس، شيخ الإسلام وعلم الأعلام، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والإسهاب في أمره ... إلى أن قال: وكان رحمه الله مزيد دهره في فهم القرآن ومعرفة حقائق الإيمان، وله يد طولى في الكلام على المعارف والأحوال والتمييز بين صحيح ذلك وسقيمه ومعوّجه وقويمه(٢).

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى (ت سنة ٧٥١ هـ): وعِلْم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرُّهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتدّ بنا الخوف، وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض، أتيناه فما هو إلّ أن نراه ونسمع كلامه فيذهب عنا ذلك كله وينقلب إنشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة، فسبحان من أشهد

(١) انظر العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبدالهادي ص ١٠، ١١، والرد الوافر ص ٢٠٣، وابن تيمية سيرته وأخباره عند المؤرخين ص ٦٠، ٦١.

(٢) انظر الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق زهير الشاويش ص ١٧٧، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ص ٣٧٨ - ٤٠٨.

38