الفصل التاسع
لكن في تلك الليلة حين ذهب جرانت إلى النوم، فكر في الأمر. ليس باعتباره احتمالا، ولكن كضرب من ضروب التكهن. كيف سيكون الحال عند التقاعد؟ أن يتقاعد وهو شاب بما يكفي ليبدأ شيئا آخر؟ وإن بدأ شيئا آخر، فماذا سيكون؟ مزرعة خراف مثل تومي؟ ستكون تلك حياة طيبة. لكن هل بإمكانه أن يحقق النجاح من عيشه في الريف؟ كان يشك في ذلك. وإن لم يكن سيحقق النجاح، فماذا يمكنه أن يفعل غير ذلك؟
راح يلعب بهذه اللعبة الجديدة اللطيفة حتى غلبه النوم وأخذها معه إلى النهر في الصباح التالي. كانت إحدى أوجه اللعبة الساحرة حقا هي فكرة وجه برايس حين يقرأ استقالته. لن يكون لدى برايس نقص في الطاقم لمجرد أسبوع أو اثنين؛ سيجد نفسه محروما منه للأبد، وكذلك جميع المرءوسين الأكثر قيمة له. كانت هذه فكرة ممتعة .
راح يصطاد في بركته المفضلة؛ تحت الجسر المتأرجح، وأجرى محادثات ممتعة مع برايس. لأنه بالطبع سيكون ثمة محادثة. سيمنح نفسه الفرحة التي لا توصف، المتمثلة في وضع تلك الاستقالة المكتوبة على المكتب أمام عيني برايس؛ وضعها على المكتب بنفسه، بشخصه. ثم ستدور محادثة مرضية حقا، وسيخرج إلى الشارع رجلا حرا.
حرا ليفعل ماذا؟
ليكون نفسه، لن يكون طوع بنان أحد.
ليفعل الأشياء التي طالما أراد فعلها ولم يكن لديه متسع من الوقت لها. ليعبث في الأرجاء في قوارب صغيرة، على سبيل المثال.
ليتزوج، ربما.
أجل، ليتزوج. بوجود وقت فراغ سيكون لديه متسع من الوقت ليشارك حياته مع امرأة. متسع من الوقت ليحب ويحب.
أبقته هذه الفكرة سعيدا للغاية طيلة ساعة أخرى.
Bilinmeyen sayfa