تساهل الحاكم
قال السيوطي ﵀ في " تدريب الراوي " (ج ١ ص ١٣٢):
قال شيخ الإسلام: وإنما وقع للحاكم التساهل لأنه سود الكتاب لينقحه فأعجلته المنية.
قال: وقد وجدت في قريب نصف الجزء الثاني من تجزئة ستة من " المستدرك " إلى هنا انتهى إملاء الحاكم، ثم قال: وما عدا ذلك من الكتاب لا يؤخذ عنه إلا بطريق الإجازة فمن أكبر أصحابه وأكثر الناس ملازمة البيهقي وهو إذا ساق عنه في المملى شيئا لا يذكره إلا بالإجازة، قال: والتساهل في القدر المملى قليل جدا بالنسبة إلى ما بعده.
أقول: كلام الحافظ يفيد أنه لم يمل من " المستدرك " إلا قدر الربع، والواقع أنه أكثر من النصف فقد ذكر الحاكم (ج ٣ ص ٢٣٦ - ح ٤٩٥٨) من تجزئة أربعة في ترجمة حمزة بن عبد المطلب فقال: هذه أحاديثه تركتها في الإملاء.
ثم ذكر الإملاء (ص ٩٩) قال في المحرم سنة ثلاث وأربعمائة.
وفي (ص ٢٥١) الإخبار بدون إملاء فلعله قطع الإملاء من ههنا إلى آخر الكتاب.
تنبيه:
قد يذكر الحافظ الذهبي ﵀ بعض المحدثين الصوفية ويثني عليهم ويصفهم بأوصاف ضخمة، فأنقل كلامه كما هو غير مقتنع به، فإن التصوف مبتدع، ولقد أحسن الإمام الشافعي إذ يقول: لو أن رجلا
1 / 14