أو نحو ذلك فيؤخذ بقول الأرجح منهما كيف كان لكثرة اطلاعه وسعة باعه أو لكونه الأتقن أو الأخبر بحاله لكونه معاصرا له إلى غير ذلك مما يوجب قوة الظن فيكون هو المتبع لبناء العقلاء على ذلك مع أن بناء التزكية على الظنون - كما عرفت - فيكون المدار عليها ومن ذلك ترجيح تزكية النجاشي على جرح الشيخ وتزكيتهما على جرح ابن الغضائري لتسرعه في القدح جدا كما عرفت من طريقته وتتبع أحواله فلا يكون محلا للاطمئنان ووثوق النفس ومثله كثير من المتسرعين في القدح والجرح بل وبالرمي والطعن بالغلو والتفويض لكثير من الرواة المتقدمين كجابر الجعفي وأمثاله المنزهين عن ذلك والظاهر أن السبب في ذلك تحملهم لكثير من الاخبار المصونة عن الأغيار التي لا تتحملها عقول أغلب الناس فإذا عوا بشئ منها فجاءهم الكلام من هاهنا وها هنا كما ذكره (الوحيد) وحينئذ فلا يعتد بكثير من الطعون فلا بد من التأمل والتروي وعدم التسرع من غير فرق بين التعارض بين النصين أو بين الظاهر والنص (والقول) بالجمع بينهما لو كان التعارض بالاطلاق والتقييد لقاعدة الجمع بين الدليلين مهما أمكن فلو قال المزكي هو ثقة والآخر فطحي جمعنا بينهما وقلنا هو فطحي ثقة في دينه فنترك ظاهر الثقة لظهوره في الامامي اما لثبوت الاصطلاح على ذلك بواسطة الديدن والروية المسلمة المتعارفة على ذلك كما يدعى (الوحيد البهبهاني) أو لغير ذلك مما يقضى بالظهور فنتركه تقديما للنص الذي هو قول الآخر فطحي كما هو الشأن في الجمع بين النص والظاهر كما قيل بل نسبة (الوحيد) في بعض كلماته في (فوائده الرجالية) إليهم (في محل المنع) لوضوح ان ذلك انما يتم في الاخبار المتعارضة بالاطلاق والتقييد والعموم والخصوص لحكم أهل اللسان فيها بذلك بعد تنزيل الكلامين بمنزلة كلام واحد لمتكلم
Sayfa 56