Kış ve Yaz Yolculuğu

Muhammed Kibrit d. 1070 AH
101

Kış ve Yaz Yolculuğu

رحلة الشتاء والصيف

Araştırmacı

الأستاذ محمَّد سَعيد الطنطاوي

Yayıncı

المكتب الإسلامي للطباعة والنشر

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٣٨٥ هـ

Yayın Yeri

بيروت

Türler

Coğrafya
لا شيء أحلى في مسامع مُغْرَم ... يلهو به سوى الأشعارِ فطروسها تحكي الرياض وإنها ... لِذوي المعاني لذة الأبصارِ قال ابن منير الثعالبي: وما زال السلف يحفظون الشعر حديثًا وقديمًا، ويتخذونه في الحوادث نديمًا، وينشدونه حال المجالسه، ويوردون دقائقه في أوقات المُخَالَسَه، والآثار المسندة، والأخبار الممهدة، في شأنه حجج قوية، ومحجة ضوئية، ويكفي في فضله أن النبي ﷺ استنشد بعض أصحابه من شعر أمية بن أبي الصلت فأنشده مائة قافية وأن عمر مر بحَسَّان وهو ينشد الشعر في المسجد فنظر إليه شَزْرًا، فقال له: كنت أنشد وفيه من هو خير منك وهذا الخبر رواه البخاري وغيره، وما نُقِل من استحباب الوضوء بعد إنشاد الشعر، فمحمولٌ على الشعر الهجو. وأما ما يترتب عليه من الثواب والعقاب؛ فليس من جهة الشعرية، وإنَّما هو من حيث المضمون، وقد قيل في قوله تعالى: وما علمناه الشعر وما ينبغي له أن المراد قبيحه. هو الشعر لا شيء سواه وإنه ... لأحسن ما قد قال قس وسحبانُ يُعَنَّى به صَبٌّ ويُمدَحُ محسنٌ ... ويُرثى به مَيْتٌ ويُعْطَف غضبانُ ونعود إلى ما نحن بصدده ونندرج فيما نحن من عدده: ولما طاب زمن الربيع وأوانه، واخضرّت رياضه واخضلّت أغصانه، تصمّم العزم على السفر، وركوب البحر وإن كان فيه الخطر، وقد أزهر جوانب تلك البقاع، وغرّدت على دَوْح أفنانها في الأسحار بلابل الأطيار فَلذَّ السماع، وكنت

1 / 103