الجرداء بكل ما تؤديه هذه الكلمة من معنى. فهي تتألف من قمم طبقات بارزة جدا ترتفع فوق السهول وكأنها قد أتلفت بالنار الفطرية منذ الأزل. لكن البلدة نفسها ، المسورة بسور يدور حولها ، كانت تبدو بمظهر مغر حينما ينظر إليها من الفتحة التي أدت بنا إليها. وكانت أشجار النخيل المرتفعة إلى ما فوق السور ، وهو أول نخيل يقع نظرنا عليه ، تشعر الجميع بدخولنا إلى «عربستان» (1). كما كان التبدل في الأزياء ومظهر الناس يؤيد بأننا أصبحنا الآن في داخل الممتلكات التركية.
هذا وقد وجدنا طريقنا إلى دار عرفنا أنها أعدت لتكون منزلا لنا ، وكان يجلس خارجها فوق بعض السجاد عدد من العثمانلي المتزمتين الذين رحبوا بنا بإشارات تدل على المجاملة ، ولكن بكلمات معدودة. وكان الخدام من
Sayfa 61