Beyaz Denizin Kaynaklarını Aramak İçin İlk Yolculuk: Beyaz Nil
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
Türler
واضطرنا اشتداد حرارة الشمس إلى البقاء في هذا المكان حتى الساعة الثامنة، ثم استأنفا السير باللبان. وفي الساعة الحادية عشرة مررنا بجزيرة رملية. ولم يكن عمق الماء الغامر للجزء الغربي من هذه الضفة يزيد على كولاج واحد أو نصف كولاج، وهو ما منعنا من المرور في هذه الناحية، على أننا استقصينا الجهة الغربية فاستطعنا المرور لأن عمق الماء فيها كان يبلغ كولاجا واحدا، وكانت سرعته في الساعة تناهز الميلين. وقد رأينا يمنة ويسرة كثيرا من الضواري والطيور وزرافة واحدة، والنهر مسكون بأفراس البحر وعدد عظيم من التماسيح. ولما ولى النهار وأقبل الليل ألقينا المراسي وسط النهر.
الخميس 23 الحجة: كان الجو في الصباح ذا ضباب والريح مختلفة قليلا، ولتعاقب الكردات نحو الساعتين تقريبا سرنا باللبان حتى منتصف النهار حيث اضطرنا القيظ إلى الوقوف ثلاث ساعات استأنفنا بعدها المسير. ورأينا شرقا كما ذكرنا في الجدول أربع حلل تفرق أهلها يمنة ويسرة، وكثيرا من الضواري والطيور المتنوعة، ووجدنا في الماء أفراس البحر والتماسيح. وقدرنا ارتفاع الشواطئ فوق سطح الماء بثلاثة كولاج إلى أربعة. وقد ألقينا المراسي وسط النهر.
الجمعة 24 الحجة: بسبب سكون الريح صباحا اضطررنا إلى السير بواسطة اللبان حتى الساعة الرابعة حيث اشتد القيظ، فجانبنا السواحل شرقا وأمرنا العساكر بالتفرغ لنظافة أنفسهم. ولما كانت الساعة الثامنة واصلنا السير باللبان حتى المساء ، فرأينا على مسافة ميلين غربا من الساحل حلة لم نر حولها نافخ نار. والحشائش والأدغال كثيرة بسواحل النهر، وارتفاع هذه فوق سطح الماء يختلف من ثلاثة كولاج إلى أربعة. وقد ألقينا المراسي عندما ولى النهار.
السبت 25 الحجة: كانت الريح ساكنة في الصباح، فسرنا باللبان حتى الساعة الثانية تقريبا حيث بدأت تهب ريح الجنوب، فقضينا حتى المساء في التقدم تارة باللبان وطورا بالشراع. ورأينا كما ذكرنا في الجدول المرفق بهذا جملة حلل على مسافة ميل أو ميلين من النهر لم يقع نظرنا على أحد من سكانها. وكنا من آن إلى آخر نلقي المسبار في الماء لمعرفة عمقه وتدوينه في الجدول، فظهر لنا أنه كان في بعض الأماكن كولاجا واحدا وفي غيره أقل من كولاج. وشهدنا يمنة ويسرة عددا عظيما من الضواري وأنواع الطيور، وكان الشاطئ يختلف على الدوام من كولاجين إلى ثلاثة، أما أفراس البحر والتماسيح فكانت ترى نادرا في قاع النهر. وبالنظر لهجوم الليل ألقينا المراسي للمبيت.
الأحد 26 الحجة: كانت الريح القبلية عند رحيلنا صباحا موافقة لنا، فسرنا بها حتى الساعة الخامسة، ولكن اشتداد القيظ في هذه الساعة اضطرنا إلى الوقوف في هذا المكان ثلاث ساعات، ثم هبت الريح الغربية نحو ساعة فاغتنمناها للتقدم بعض الشيء إلى الأمام، ثم التجأنا إلى اللبان حتى المساء، وفي الغرب رأينا جزيرة رملية صغيرة، وتبين لنا أن عمق الماء نصف كولاج تارة وكولاج تارة أخرى وقد بينا ذلك في الجدول. وشهدنا في الشرق حلة وفي الغرب مثلها وعلى الشواطئ نبات الحمصوف متكاثفا. وكان ارتفاع الشاطئ فوق الماء يختلف من كولاجين إلى ثلاثة، فألقينا المراسي في هذا المكان لقضاء الليلة به.
الاثنين 27 الحجة: قضينا اليوم في المكان الذي ألقينا المراسي فيه. ونظرا إلى أن الماء كان يقل بالتدريج كل يوم، وإلى ما لقيناه قبل الوصول إلى هذا المكان بيومين أو ثلاثة من المصاعب لتسيير المراكب، وإلى أن عمق الماء لم يزد عقب ذلك على نصف كولاج، وإلى أننا منذ بدأنا بالمسير في هذا النهر لم نجد الريح موافقة قط، وإلى أن المسافة القصيرة التي قطعناها إنما قطعت باللبان؛ قررنا العودة من حيث أتينا. ولما كان المكان والزمان مناسبين لأخذ ارتفاع الشمس، فقد أخذنا هذا الارتفاع وأمرنا العساكر في الآن نفسه بالتفرغ للنظافة. وقضينا الليلة في هذا المكان.
الثلاثاء 28 الحجة: اهتممنا في هذا اليوم بتنفيذ القرار الذي أخذناه بالأمس، وهو ما وجدنا في سبيله بعض الصعوبات لأن عمق الماء في النهر لم يكن على نسق واحد بل كثير التغير كما هو مبين في الجدول، دع أن تعرج النهر والتواءه كانا يعوقان سيرنا فيه، وقد استدللنا ببعض العلامات على ضرورة وجود حلة على مسافة ميل من ضفة النهر، على أن الأهلين الذين وقع نظرنا عليهم لم يظهروا من الاطمئنان إلينا ما أظهره الذين رأيناهم قبل الآن، وبالرغم مما أكدناه لهم من ميولنا السلمية ورغبتنا في حمايتهم؛ فإن ذلك لم يمنعهم من الفرار.
والشواطئ مرتفعة فوق سطح الماء بنحو ثلاثة كولاج إلى أربعة، والأرض جيدة التربة وبها الكثير من الطيور والحيوانات المفترسة، أما النهر فعامر بالتماسيح وقليل من أفراس البحر، وللماء طعم لذيذ جدا.
ولما انتهينا في 28 الحجة من استكشاف بحر السوبات، وبالنظر لتعذر مواصلة السير إلى الأمام، واضطرارنا إلى النكوص على الأعقاب؛ عدنا من المكان الذي بلغنا إليه، فوصلنا في 9 محرم الحرام سنة 1256 إلى الحلة التي يسكنها كبير مشائخ الشلوك، وقد انتظرنا عندها نحو الساعتين فلم يتقدم إلينا أحد من جهته. وبعد أن رصدنا الشمس في خط الزوال واصلنا السير في طريقنا.
وفي 14 محرم التقينا بمشائخ البقارة الذين عرفناهم يوم 18 رمضان في أوائل رحلتنا على النيل الأبيض، فأظهروا لنا من علائم المودة والميول الحسنة ما أظهروه منها قبلا، لأنهم جاءوا إلينا ببعض الأبقار والغنم والماعز فوزعناها على الضباط والعساكر، وقد نزل أحد مشائخهم ويسمى أدهر في إحدى ذهبياتنا مسافرا إلى الخرطوم لقضاء حاجة له فيها.
Bilinmeyen sayfa