Beyaz Denizin Kaynaklarını Aramak İçin İlk Yolculuk: Beyaz Nil
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
Türler
ملاحظات خاصة بالعودة
السبت 27 القعدة: في الصباح وصلت إلى الشاطئ امرأة من قبيلة الكيك في حالة يرثى لها، وكانت عديمة الزوج والأقارب، فأعربت عن رغبتها في اقتفاء أثرنا، فأجبناها إلى طلبها وأعطيناها شيئا من المصنوعات الزجاجية. وكانت الريح شديدة فلبثنا ننتظر ثلاث ساعات ثم تحركنا للمسير. وفي يوم الأربعاء 1 الحجة شعرنا بالحاجة إلى الوقود، فدنونا من الشط الشرقي لأخذ حاجتنا منه، وكان في هذه الجهة مسكن لقبيلة «الدرهاه» فلجأ ساكنوه إلى الفرار، وقد تحفز أحدهم للاعتداء على أحد عساكرنا السودانيين، وفطن له هذا فضربه ببندقيته وأخذ ولدين صغيرين كانا معه، وبعد المفاوضة قررنا إبقاء الولدين معنا.
الأربعاء 8 الحجة: إنه لاختلاف الريح وانتشار الضباب وموافقة هذا اليوم لوقفة عرفات، دنونا من الشاطئ الشرقي للعناية بتنظيف أبداننا وملابسنا. وكان أحد العساكر مريضا منذ أيام فاخترمته المنون ساعة وصولنا. وقد قضينا الليلة في هذا المكان.
وفي اليوم التالي «الخميس » كان عيد الأضحى، فلما أشرقت الشمس أطلقنا واحدا وعشرين مدفعا، وبعد أن أدى الضباط والعساكر صلاة العيد تحركنا للرحيل.
الأحد 12 الحجة: في الساعة الثالثة وصلنا إلى المكان الذي بلغنا إليه يوم الاثنين 9 شوال، فوجدنا في ناحية الشرق نهيرا ماؤه ضارب إلى الحمرة يسمونه بحر السوبات بلغة العرب وبحر شلفيح بلغة الشلك، وكنا قد رأينا أن الأنسب استكشافه في عودتنا.
الاثنين 13 الحجة: منذ الصباح أوغلنا في هذا النهير، ولون مائه يختلف قليلا عن لون ماء النيل الأبيض، ويتراوح عمقه من ثلاثة كولاج إلى خمسة، ومذاق مائه طيب، وحافات ضفتيه عالية بقدر كولاجين أو ثلاثة، وعرضه نصف ميل، وسرعة تياره ربع ميل في الساعة.
وفي الساعة الثالثة كانت الريح الغربية تهب بشيء من الشدة، وكان توالي الكردات يمنعنا من سحب المراكب باللبان والتجديف، فقضينا ثلاث ساعات تقريبا في هذا المكان، حتى إذا هدأت الرياح استأنفنا الطريق. وفي الساعة الحادية عشرة رأينا ست شجرات من الدلب في جهة الغرب وحلة مؤلفة من بعض التكولات، ولكننا لم نتمكن من معرفة القبيلة التي يتبع لها ساكنوها، لأنهم كانوا قد لجئوا إلى الفرار عندما وقع نظرهم علينا.
وقد رأينا ضفتي النهير مرتفعتين، وفيهما أشجار قليلة متفرقة وقليل من الأدغال، والأرض في هذا المكان على أقصى ما يتصور من الجودة. ووجدنا بناحية الغرب على مسافة ثلاثة أميال أو أربعة من النهر نيرانا مشتعلة. فلما أقبل الليل ألقينا المراسي وسط النهر.
الثلاثاء 14 الحجة: هممنا بالرحيل منذ تنفس الصبح. ففي الساعة الثالثة رأينا في جهة الغرب حلة كبيرة إلى غربيها فرع صغير، ووجدنا بين البوص والأدغال التي تحف به زوارق صغيرة، وعلمنا أن الأهالي يزرعون التبغ في الأجزاء المرتفعة، وكانوا يفرون منا كلما دنونا منهم. وقد عثرنا بداخل حلة على أربع نساء ورجل كانوا مختبئين بها، فأحضرناهم إلى مكاننا وسألناهم عن قبيلتهم وعن السبب الذي يلجئ الأهالي إلى الفرار، فأجابوا بأنهم من قبيلة الدنكا، وأن الذين لجئوا إلى الفرار خائفون، أما هم فإنهم لمرضهم لم يستطيعوا اقتفاء أثرهم . وكان في الحلل مقادير كبيرة من الأغذية كالذرة والدجاج، فطلبنا منهم البقاء في حلتهم وعدم التحول عنها، وأن يحضوا الفارين على العودة والثقة بنا والاطمئنان إلينا، وقد أفهمناهم مرادنا هذا بواسطة الترجمان محمد. ثم واصلنا السير في طريقنا، ولكن النهر كان كثير المنعطفات والملتويات في هذا المكان والكردات كثيرة ومتعاقبة، فاضطررنا إلى شد المراكب باللبان وعهدنا إلى شرذمة من العسكر المسلحين حماية المكلفين بسحب القوارب، وبقينا على هذا الحال إلى الساعة الحادية عشرة.
وقد رأينا على مسافة ميل تقريبا حلة شرقي النهر الذي يبلغ عمقه في هذه الجهة ثلاثة كولاج وأحيانا أربعة، أما ارتفاع السواحل فوق سطح الماء فيتراوح بين كولاجين وثلاثة، والأرض فيها جيدة التربة وبها البوص والأدغال. ولما هجم الليل ألقينا مراسينا في وسط النهر لقضاء الليلة.
Bilinmeyen sayfa