والتفسير، منذ خمسة وثلاثين عاما، وما زلت أقيم الأدلة على أن الحكومة الإسلامية التي تقام على أساس الشرع، تفضل جميع حكومات الأرض. «ويكفي كتاب الخلافة العظمى شاهد عدل».
فأنا أرى أن هذه الحكومة الدينية التي تتمثل سلفيتها في شخص الملك تحتاج من أجل تثبيت أركانها، ورفع بنيانها، وتحقيق غايتها إلى أمور لا بد منها، ولا غنى لها عنها، وهي ما أكتب إلى جلالة الملك بها، وأسأل الله تعالى له مزيد التوفيق.
قلت: «القول من محمد بهجة البيطار» أنا أعرف قيمة هذه النصائح الثمينة التي تفضلتم بها، والفوائد العظمى التي تنبني عليها، ولكن لا يخفى على أستاذنا أن تحقيق هذه المطالب التي أشرتم إليها، يحتاج إلى مال كثير، وأنى للحكومة به الآن؟ ثم إن نشرها في المجلة أو المطالبة بها،- مع عدم إمكان تحقيقها، لا يأتي بالثمرة الطيبة التي تتوخونها، عدا ما في ذلك من تنبيه الأفكار، وتوجيه الأنظار، وعد ذوي الأغراض ذلك إعلان عداء، وذلك ما لا يرضاه فضيلة السيد، ولا يتفق مع سعيه المشكور بوجه من الوجوه، ولا يود أحد من المخلصين للأمة العربية، والمملكة الإسلامية، أن يكون أبدا.
ثم إن جلالة الملك الإمام الآن في نجد كما علمتم، والإصلاح في الحجاز لا يتم إلا بوجوده فيه، وبعد العود بالسلامة إن شاء الله تكون المكاتبة أقرب وأولى. على أني أعتقد أن جلالة الملك لا يقبل أي إصلاح يأتي من غير طريق
Sayfa 67