مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم» (12)، هدانا الله وإياهم سواء السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولقد كنا نزلنا ضيوفا عند متعب أخي سلطان الفقير، فألفيناه هناك هو والإخوان، على أحسن حال يكون عليها أهل الإسلام والإيمان. وقال إن هذا أثر الوعظ والإرشاد، لا السيف والجهاد، وكذا رأينا العشائر المجاورة لهم، تقيم الصلاة وتسأل عن أحكام الزكاة، وذكروا أنهم في حاجة إلى مرشدين، يعلمونهم من علماء نجد الأفاضل إذا هم انبثوا في جميع العشائر والقبائل، فإن العرب التي لم تستجب بعد، ليسوا بأقسى قلوبا ولا أغلظ أكبادا ممن دانت، فهم في مزيد الحاجة الآن إلى أن يشملهم نظر الإمام، بإرسال واعظين حكماء، يعلمونهم أحكام الشريعة السمحة، بالحكمة والموعظة الحسنة، وأحسب أنهم لا يمضي عليهم وقت قليل، حتى يكونوا أحسن حالا من كل قبيل، وتلك أيسر الخطتين، وأقرب الطريقتين، والإمام أيده الله أبعد نظرا وأوسع خبرا وخبرا.
كتبت هذا إليك أيدك الله وأنا في قرية «الحائط» معتل المزاج، لأرسله مع خط السيد مع أخي في الله شلاش، كما أشاروا علينا بذلك، وقال شلاش إنه يتعهد بإيصال الأمانة إذا أنا سطرتها له، ففعلت، ولكني آسف كل الأسف على أن أقطع خمسا وعشرين مرحلة، ثم يبقى علي بضع مراحل، فيحال
Sayfa 60