لي أستاذا المدرسة العبدلية بأنهما يقرئان اللغة العربية للطلاب ليلا، جزاهما الله تعالى خيرا.
رحب بي أساتذة المدارس الكرام ترحيبا عظيما، وامتحنوا أمامي الطلاب في جميع الفنون، وألقى الطلاب النجباء أمامي خطب الترحيب وغيره من منثور ومنظوم، وشربنا الشاي في كل منها، وتبادلنا الحديث مع الأستاذة الأفاضل، وقد ألقينا في كل منها خطبة شكرنا بها حضراتهم على ما لقيناه من كرمهم وودهم، ثم بينا مزية اللغة العربية وغيرها، وسردت بعض النوادر المؤثرة في هذا الموضوع، وبينت أن مدينة الرسول «ص» ينبغي أن تكون في مقدمة البلاد دينا وعلما وأدبا وعرفانا، وينبغي أن تستمد النهضة الحديثة منها، وتؤخذ مدنية العرب الجديدة عنها، وشرحت حديث: «إن الإيمان يأزر إلى المدينة كما تأزر الحية إلى جحرها»، وحديث: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ»، وأن معنى ذلك إن شاء الله «أن الإيمان والإسلام بعد أن يضعفا ويرجعا إلى المدينة منبعهما ومصدرهما، سيستأنفان نشاطهما، ويجد دان شبابهما بهمة آل طيبة الغراء، ثم يعيدان الكرة، وينبعث في المرة الثانية من طيبة النور، فيضيء سائر المعمور، إن شاء الله تعالى.
فسروا بهذا البيان، وتبادلنا عواطف الشكر والامتنان، ثم ودعتهم وانصرفت، بعد أن كتب كثير منهم اسمي ولقبي وعملي في دمشق.
Sayfa 55