أزرهم، ويقسم الغنائم بينهم، ويبني لهم القرى، ويعمر لهم فيها المساجد، وقد سمعت أن قراهم الآن قد بلغت الخمسين، وأنهم صاروا يقاربون أعداد خصومهم، وقد انتشروا ألوفا مؤلفة بين نجد والحجاز، ويمتازون من خصومهم بقوة البأس، وشدة المراس، والقلوب القوية التي لا يجد الخوف إليها سبيلا، وهم ينقضون على خصومهم بسيوفهم اللامعة، كالرعد القاصف، والبرق الخاطف، والسيل الجارف، وإذا غدوا من أهلهم قالوا لهم: سلوا الله لنا الشهادة، فيفعلون.
وهم يضربون الرقاب ويتمسحون بدماء القتلى زيادة في اغتنام الأجر والثواب!!
وهم طوائف مؤلفة من أكثر العشائر البدوية الجهال، ما كانوا يدرون ما الكتاب ولا الإيمان، وهم قد قرروا الجهاد، حتى يفنوا عن آخرهم أو يفنوا خصومهم، ويرثوا أرضهم وديارهم وأموالهم، وقد اتسعت دائرة نزالهم، وامتدت ساحة قتالهم، حتى بلغت أطراف المدينة المنورة، حماها الله تعالى وصانها، فهم يهاجمون العرب في تلك الجهات، ويرجعون منها بالغنائم، وهم يجدون في هذه السبيل، ولا يرجعون من حرب إلا بين قاتل وقتيل.
«نعود إلى ما كنا فيه» قلنا: إنا بلغنا قرية الحائط يوم الثلاثاء في 4 رجب الحرام عام 1338 ه، دخلناها وتناولنا طعام الغداء عند حاكمها الشريف عبد المطلب بن غالب، وطعام العشاء عند الشيخ خلف بن جابر أحد شيوخها، وأشار
Sayfa 46