عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون» (4)، والدخان لم يتحقق فيه وصف من هذه الأوصاف، فهو لم يوقع بين شاربيه ولا غيرهم العداوة والبغضاء ولم يصد شاربيه عن ذكر الله ولا عن الصلاة، بل في شاربيه العلماء والصالحون، والقول بتحريمه قد أوقع بين المسلمين من العداوة والبغضاء أكثر من شربه، وأما كونه من الخبائث فهذا غير متفق عليه، وشاربوه لا يعدونه كذلك، على أنه لو ثبت خبثه فما كل خبيث محرم، وقد ورد أن البصل والثوم شجرتان خبيثتان، ولم يقل بتحريمهما أحد، فتبين أن الخبائث المحرمة هي المنصوص عليها في مثل قوله تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم (5) الآية. قلت له: ولو سلمنا جدلا أن الدخان محرم كالخمر لكان لك في تحريم الخمر في كتاب الله عز وجل ما يدعو إلى حسن الأسوة، والخمر قد ورد النهي عن شربه تدريجا، فنهي الناس عنه أولا إذا أرادوا الصلاة، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون (6) ثم جاء التذكير بمضاره في قوله: إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر
Sayfa 37