أوجب له الحياة الروحية حيث صار كالله عارف الحسن والقبيح والخير والشر، وصار قابلا بمعرفته لأن يشرق في قلبه نور العرفان والإيمان والرغبة في الطاعة - فالعفو يا سيدي - من هذا الجواب الساقط.
وإني واثق بأنك تعرف غلطه ولكن لك في ذكره غرض لم أعرفه عاجلا. ويا ليتني عرفته.
القس: حقا تقول ولكن يمكن أن يكون معنى قوله " موتا تموت " إنه يصير ممن يعرض عليه الموت ولا يبقى خالدا وإن أكله من الشجرة يغرس في جسمه بذور الموت ويجعله مستعدا لأسباب الفناء. ومثل هذا التعبير جائز في الكلام.
عمانوئيل: يا سيدي وهذا الجواب أيضا لجمعية كتاب الهداية وإن نفس التوراة أيضا تبين غلطه فإنها توضح أن آدم لم يخلق للبقاء بل قد وقعت المحاذرة والتدابير الاحتياطية لئلا يأكل من شجرة الحياة فيعيش إلى الأبد ولأجل ذلك طرد من الجنة وأقيمت الحراسة على شجرة الحياة خوفا من أن يأكل آدم فتدوم حياته. كما ستسمعه. فالتوراة تقول. إن آدم من يوم خلق قد غرس التقدير في جسمه بذور الفناء. والموت التقديري لازم له ومقدر على استعداد طبيعته قبل أكله من الشجرة.
القرآن ميزان الحق القس: إن قرآن المسلمين يذكر بعض قصص التوراة فهل هو يذكر في قصة آدم مثل ما ذكرته التوراة.
عمانوئيل: يا سيدي إن القرآن قد كرر ذكر هذه القصة على حسب الدواعي لذكرها فلم يذكر أن الشجرة هي شجرة معرفة الحسن والقبيح ولم يذكر أن آدم قبل أكله منها كان لا يعقل الحسن والقبيح ولم
Sayfa 18