Nuba Zamanında Bir Yolculuk
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Türler
الإسلام في النوبة
تسرب الإسلام إلى النوبة خلال العصر الفاطمي نتيجة ضغوط هجرة قبائل بني هلال وسليم إلى مصر؛ فزاحموا القبائل العربية القديمة واضطروهم إلى النزوح جنوبا، وأخذ بعض المسلمين يشترون أراضي ويقيمون فيها في النوبة جنوب الشلال الأول منذ القرن العاشر، وزاد هذا التضاغط للقبائل العربية جنوبا في العصور التالية؛ نتيجة قوة العناصر التركية والشركسية في مصر، خلال العصر المملوكي ثم العثماني بصفة خاصة. وقد تجمعت قبائل ربيعة وجهينة وقبائل مغربية في منطقة أسوان في القرون من العاشر إلى الثاني عشر، وتداخلوا مع النوبة ثم اندفعوا جنوبا إلى السودان الشمالي في القرنين 14 و15 مطوقين بقايا النوبة المسيحية،
6
وفي القرن السادس عشر نشأت مملكة الفنج الإسلامية في السودان الأوسط، بعد أن قضت على مملكة سوبا المسيحية - كان مركزها قرب الخرطوم الحالية - وبذلك لم يعد للمسيحية مكان في شمال شرق أفريقيا إلا في بلاد الحبشة، بعد أن كانت هي الديانة الغالبة من مصر إلى النوبة والسودان الأوسط والحبشة.
وفيما بين القرنين 14 و16 كان هناك ملوك مسلمون في النوبة متناحرين فيما بينهم، ثم جاء العثمانيون في مصر سنة 1517، وأقاموا في النوبة قلاعا وحاميات من الجند، غالبيتهم من رعايا الدولة العثمانية في الأناضول والبلقان، وخاصة من الأكراد والألبان والبشناق - البوسنة - والمجر، وكانت الحاميات الكبرى توجد في أسوان وإبريم وجزيرة صاي، وقد تركت هذه الحاميات لفترة طويلة شبه منسية؛ مما أدى إلى اختلاطهم بالسكان الأصليين وأصبحوا حكاما لبلاد النوبة باسم السلطان العثماني، وعرفوا باسم الكشاف، إلى أن أنهى محمد علي حكمهم في أواسط القرن التاسع عشر، ودخلت النوبة عصرا من السلام والأمان، لم يعكره إلا غزوة دراويش المهدية الذين هزموا في معركة توشكى سنة 1889.
موضوع الكشاف
يحتاج هذا الموضوع إلى بعض التوضيح؛ هل شكلوا حكما مستقلا أم إدارة ذاتية تحت النفوذ الاسمي للولاة في القاهرة مقابل ضريبة سنوية؟ وما هي مناطق نفوذهم في أي من الحالتين؟ وكيف استمر هذا النظام نحو ثلاثة قرون؟ الأغلب أن «الكاشف» كان نظاما متمما للحكم في مصر في صورة التزام، مقابل استقرار الأمور واستمرار التجارة، وبعبارة أخرى كانت النوبة تحت إدارة الكشاف دويلة ذاتية عميلة لمصر، في مواجهة سلطنة الفنج التي امتد نفوذها في فترات قوتها إلى دنقلة.
هل صحيح أن الدولة نسيت هذه الحاميات العسكرية كما ذكر كل الذين كتبوا عنهم؟ ربما سقطت رواتبهم ولكنهم كانوا موجودين ومعروفين لدى القاهرة، على الأقل نتيجة إرسالهم الضريبة السنوية، وحاكم إسنا أو أسوان له صلة ومراسلات بهم، ويكتب خطابات توصية لأشخاص يمرون بالنوبة يأخذها الكشاف على محمل الجد ولا يخالفونها إلا بدهاء يجعلهم غير مسئولين عما وقع خلافا للتوصية، إذن الدولة في مصر لم تنس الكشاف، وإنما أغلب الأمر أنها تركتهم يدبرون أمورهم داخل النوبة وبمواردها المحلية، وربما أمدتهم بالسلاح أو سهلت لهم الحصول عليه من السوق المصرية للإبقاء على فاعليتهم العسكرية ضمانا للحدود الجنوبية.
أما كيف استمروا في الوجود، فيرجع ذلك إلى سياسة تزاوجهم مع بنات وجهاء النوبيين وأغنيائهم، وتزويج أبنائهم على هذا النحو. لهذا تقول بعض المصادر إن الكاشف كان له زوجات عديدات لم يجمعهن في حريم داخل قصر، وإنما يبقيهن في قراهن، وبذلك يشرف هو وأبناؤه على ممتلكات الأمهات في نواح عديدة من النوبة، لهذا تكاثر الكشاف بحكم النسب الأبوي، وأصبحوا قوة عصبية داخل جسم النوبيين الذين هم أنسبائهم وأخوالهم على مر الأجيال، ولا شك أن الأبناء يتلقون تعليما عسكريا يسمح لهم باستمرار النفوذ ومساعدة الكاشف الكبير الذي يسكن الدر، وهذا الأخير يندب أخا أو ابنا لممارسة جمع الضرائب من الأهالي في مناطق معينة من النوبة؛ مما خلق نسيجا متشابكا من الحكم يمتد إلى ما تصل إليه قوة الكشاف.
وقد أدى التعسف في جمع الضرائب إلى هجرات سكان نجوع بأكملها في أحيان،
Bilinmeyen sayfa