Nuba Zamanında Bir Yolculuk
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Türler
وبعد انتهاء الاستعدادات تركنا ابنتنا عايدة عند جدها وسافرنا إلى أسوان بقطار النوم المسائي، ولم تكن الرحلة مريحة؛ فقد كانت غرفتنا فوق عجلات القطار، لذا كانت الأصوات عالية والقطار كثير الاهتزاز، والخوف من السقوط لمن في السرير العلوي جعل النوم متقطعا، تغلبنا عليه ببعض الضحك. وصلنا أسوان الواحدة والنصف بعد الظهر نتيجة للتأخير في بعض الأماكن من المسافة الطويلة بين القاهرة وأسوان، واتجهنا إلى فندق جراند أوتيل للراحة قليلا قبل معاودة التأكد من استكمال كل المتطلبات، وذهبنا إلى مبنى إدارة شركة «هوختيف»، وقابلنا الهر رايدر، الذي أبدى استعداده لنقلنا على المركب «عمدا» إلى حيث نريد قبل كلابشة، وعلمنا أن «عمدا» سيبحر صباح اليوم التالي.
وعلى الفور قسمنا العمل بيننا؛ كوثر ذهبت إلى السوق مع سيدة أسوانية لاستكمال النقص في المؤن، وخاصة معلبات اللحم والخضروات والفواكه الطازجة، وخاصة الليمون الحلو الذي ظهر أنه أكثر الفواكه مقاومة للجفاف، ويظل محتفظا بعصارته المفيدة، وكذلك اشترت الخبز وأدخلته أحد الأفران لتقدده كي يعيش فترة أطول، وبعض الحلوى وهدايا لأطفال النوبة والنساء، وموقد الكيروسين.
أما رياض وأسعد فقد اتجها لشراء البنزين اللازم للرحلة مع زيت الموتور، وقد اشتريا 68 صفيحة بنزين ومثلها من الزيت. ولما كان اللنش صغيرا لا يحتمل هذه الحمولة الثقيلة، فقد حاولا نقلها بواسطة «البوستة» - أي الباخرة الأسبوعية - لكن إدارة هذه البواخر رفضت؛ لأنه ممنوع نقل المواد الملتهبة بها، وأخذا يبحثان عن مركب «دلتا» - أي الصنادل التي تمخر النهر حتى حلفا - ووفقا في العثور على واحد اسمه «بيومي» سوف يغادر إلى النوبة صبيحة اليوم التالي، وكانت الساعة قد بلغت التاسعة مساء، وأخذ رياض يسأل عن ريس الدلتا حتى عثر عليه، واتفق معه على نقل صفائح البنزين والزيت، وإنزال عدد منها أمانة عند وكيل البريد في عمديات كلابشة وقرشة وسيالة والمالكي والدر وتوشكى وبلانة، في كل محطة ينزل تسع صفائح، عدا كلابشة ستا، ونقلنا البنزين إلى المركب. أتحفنا الريس والمراكبية فوق الأجر لمزيد من الاهتمام بالنقل والتوزيع، أما باقي البنزين فقد أخذناه معنا إلى السفينة «عمدا» التي ستنقلنا إلى حيث يرسو قارب الجامعة الأمريكية، وكان لا بد من إحضار تصريح بنقل الوقود من أحد المكاتب الحكومية - نسينا اسمها الآن - وتم كل شيء حوالي الحادية عشرة والنصف مساء، وفي منتصف الليل تقريبا جلسنا في الحديقة المطلة على النيل؛ نستجمع أنفسنا مع فناجين الشاي بعد المجهود البدني والعصبي طيلة ما بعد الظهر.
وللتعرف على أسعار ذلك الزمان إلى القارئ البيان الآتي :
القطار من القاهرة إلى أسوان:
5,37 جنيه تذكرة درجة ثانية نوم، و8,695 جنيه درجة أولى.
الانتقال بالطائرة من القاهرة إلى أسوان:
960 قرش طريق واحد، 17 جنيه و20 قرشا تذكرة بالعودة إلى القاهرة مكتب مصر للطيران بالفندق، ويتولى أتوبيس الشركة نقل الركاب من وإلى المطار.
باخرة «البوستة» في النوبة:
قرش صاغ واحد عن الكيلومتر بالدرجة الأولى، ونصف القرش بالدرجة الثانية، وبالتالي فإن قيمة التذكرة من أسوان إلى حلفا كانت 340 قرشا للدرجة الأولى، وإلى سيالة 130 قرشا ... إلخ، ويضاف إلى ذلك جنيها واحدا قيمة ثلاث وجبات - طعام أوربي كامل - بشرط الحجز مقدما.
Bilinmeyen sayfa