Zaki Najib Mahmud'un Düşüncelerinde Bir Yolculuk
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Türler
واللغة المقصودة هنا هي لغة العلم والتقنية والصناعة ... إلخ؛ أي لا بد أن نجعل من اللغة أداة غاية في ذاتها، فنضيف بذلك فكرا «إلى أدب»، وننتقل من اللفظ «الجميل» إلى اللفظ «الدال»، ومن جرس اللفظ إلى مدلوله، من تركيب الجملة إلى بنية الواقع، وبذلك نخرج إلى عالم الوقائع والأحداث، فننظر إلى العالم الخارجي تلك النظرة التي تلتمس فيها القوانين المطردة التي تنظمه، والتي على أساسها يمكن التخطيط لمسارات المستقبل تخطيطا يحقق الأهداف المأمولة.
76 (6) إقامة البناء: فلسفة عربية مقترحة
طهرنا الأرض قبل البناء، وفرقنا بين المشكلات التي عالجها الأجداد، ومشكلاتنا المعاصرة التي لا نستطيع أن نجد لها حلولا في تراث القدماء، لكن ذلك كله يمثل الجانب السلبي من المشروع الثقافي الجديد، فما هو الجانب الإيجابي؟ بقي علينا الآن أن نعرض لهذا الجانب الإيجابي، الذي يتمثل في فلسفة عربية جديدة تجمع بين «الأصالة والمعاصرة»، بين «العقل والوجدان»، فلسفة تخرج الأسس الكامنة في أفكارنا، ومعتقداتنا وسلوكنا، وثقافتنا بصفة عامة، تخرجها من حالة الكمون إلى حالة العلن والإيضاح، لتسهل رؤيتها ومناقشتها.
ومفكرنا يضرب بأدواته التحليلية؛ ليصوغ لنا فلسفة تعبر عن جذورنا الثقافية: نقرؤها فنجد أنفسنا منعكسة فيها، وهذا ما حاوله الإمام محمد عبده من قبل، وما حاوله طه حسين، والعقاد، والحكيم ... إلخ، وإن كانت هذه الأمثلة أقرب إلى عالم الأدب والأدباء منها إلى عالم الفلسفة بمعناها الاحترافي.
فما هي هذه الفلسفة الجديدة التي يقترحها مفكرنا، لتكون عربية ومعاصرة في آن معا؟ هي ضرب من الفلسفة الثنائية تعتمد على ركنين أساسيين هما: (أ)
ثنائية الأرض والسماء. (ب)
ثنائية الطبيعة والفن.
وسوف نتحدث عن كل ركن منهما بإيجاز. (6-1) ثنائية الأرض والسماء
يذهب مفكرنا إلى أننا لو تعمقنا ضمائرنا، لوجدنا أن هناك مبدأ واضحا عنه انبعث، وما تزال تنبعث، سائر أحكامنا في مختلف الميادين، وهو مبدأ لو عرضناه على الناس في لغة واضحة بسيطة وصريحة، لما وجدت منهم أحدا يحتج أو يعارض، وأعني به مبدأ الثنائية التي تشطر الوجود شطرين: لا يكونان من رتبة واحدة، ولا وجه للمساواة بينهما، وهما: الخالق والمخلوق، الروح والمادة، العقل والجسم، المطلق والمتغير، الأزلي والحادث، أو قل إنهما، بصفة عامة، الأرض والسماء.
77
Bilinmeyen sayfa