Zaki Najib Mahmud'un Düşüncelerinde Bir Yolculuk
رحلة في فكر زكي نجيب محمود
Türler
أولا:
راح مفكرنا في هذه الحلقات يشدد على تخلف المجتمع العربي، وربما كان حديثه قاسيا بعض الشيء، لكنها «قسوة المواطن بحب وطنه، ويثيره أن يراه قد تنكب عن جادة الطريق»، كما سبق أن رأينا،
28
فهو في هذه الأحاديث يذهب إلى أننا نفاخر، كذبا، بأننا في الطليعة؛ مع أننا ينبغي ألا تخدعنا المظاهر، فلو أنني رأيت «دون كشوت» يلبس الدروع لا أقول عنه أنه شجاع لمجرد أنه قد كسا جلده بهذه الدروع، أو أمسك بالسيف في يده، لأنني أعلم أن وراء هذه الدروع شخصا هزيلا جبانا مترددا، ينبغي علي أن أحكم بما هو داخل هذه الدروع، ولا أنخدع بالمظاهر.
نحن متخلفون ويكفيك أن تنبش أي ظاهر في أي قطاع من قطاعات الحياة عندنا لترى ما وراءه من تخلف، خذ مثلا الجامعات العربية من أولها إلى آخرها تجد أنه لا شيء ينقصها من الظاهر؛ فهناك الطلاب، وقاعات الدرس، ومكتبا وأساتذة ... هناك ما تريد العين أن تراه، ومع ذلك انظر إلى الطالب بعد تخريجه، وقبل تخريجه، تجده يختلف عن الطالب في أوروبا وأمريكا؛ لأن المادة العلمية عندنا «تحفظ» فقط، حتى ولو كانت من الفزياء أو الكيمياء ... إلخ ، فأنا أكسو الظاهر بلغو كيميائي، وأظن أنني أصبحت من الكيميائيين، على حين أنني من الداخل لا أستطيع أن أحرك ساكنا بكل الكيمياء التي أعرفها، وعندما يجد الجد نستحضر الخبراء من الخارج لوضع المشروعات الكبرى، أو للتخطيط العلمي وما إلى ذلك، ومعنى ذلك أنني تعلمت في الظاهر ولم أتعلم في الباطن.
ثانيا:
لكل عصر مشكلاته التي تختلف قليلا أو كثيرا عن العصور الأخرى، وبهذا المنظور أستطيع أن أقول إن مشكلاتنا اليوم تختلف عن مشكلات السلف. قد يكون هناك خيوط مشتركة بيننا وبينهم، لا سيما فيما يتعلق بموضوعات التعقيد، لكن المشكلات الثقافية التي شغلتهم ليست هي نفسها مشكلاتنا الآن، خذ مثلا مشكلة «خلق القرآن» التي أتى بها علماء الكلام في القرن الثاني أو الثالث، نجد أنها نشأت لظروف سياسية أو اجتماعية لا علاقة لنا بها الآن؛ ومن ثم فليس للمسلم الآن أن يفكر في هذا الموضوع، وإنما عليه أن يسقطه من حسابه، أضف أن هناك مشكلات كثيرة جدت في ميدان الاقتصاد، وفي ميدان العلم الطبيعي وغير الطبيعي، وفي ميدان السياسة وفي ميدان الحروب ... إلخ، بل حتى في ميدان الأدب نفسه، هناك أسئلة جديدة مطروحة، فليس في استطاعتك أن تسأل المتنبي، مثلا، كيف تكون المسرحة؛ أتكون تصويرا للواقع، أو من أدب اللامعقول؟ وهل تكون المسرحية رمزية أم تكون واقعية؟! هل تكون المسرحية شعرا أم نثرا؟ ... إلخ.
ثالثا:
في حلقة أذيعت يوم الاثنين 5 / 3 / 1973 دار الحوار حول «مشكلة الحرية»، وذهب مفكرنا إلى أن فكرة الحرية في العالم العربي، لا سيما الحرية الاجتماعية، هي فكرة حديثة، ظهرت وتبلورت من خلال اتصال العالم العربي بالثقافات الغربية، ثم جاء المستعمر فتحولت فكرة الحرية إلى التحرر من الاستعمار؛ إذ كان من الطبيعي أن توجه طاقتنا أولا نحو هؤلاء المستعمرين لنتخلص من قيودهم، ثم ننصرف بعد ذلك إلى تنظيم مجتمعنا؛ ولهذا كانت المشكلة الرئيسية بعد ذلك هي مشكلة الحرية السياسية. ولن أجد في تراث الآباء والأجداد حلولا لها؛ لأن فكرة «الحرية» عندهم كانت مختلفة تماما، إذ كانت تقال في مقابل «الرق»؛ فالفرد من الناس إما أن يكون «حرا» أو عبدا مملوكا لغيره، وقد تنصب على حرية الإرادة أو العلاقة بين الفعل الإلهي والفعل البشري. أما في ثقافتنا الآن فقد اكتسبت الحرية أبعادا جديدة لم تكن لها من قبل.
رابعا:
Bilinmeyen sayfa