Rihla
الصالحين في عروس فقال أعطوها لفلان فصاروا يترادونها إلى أن رجعت إلى هذا الشيخ فردها ولم يأخذها ومن كراماته أني سمعت العدل المبرز الصالح سيدي محمد بن الحاج العشباني ثم التفرغوني انه قال مرض الشيخ وذهبت لأعوده فلما وصلت إلى غنمه وإذا بالذئب معها قال فقلت للراعي أتترك الذئب مع غنم الشيخ فقال دعه فانه معها مدة طويلة يرعى معها قال فذهبت وتركته كذلك وكان رضي الله تعالى عنه يلبس المرقعة وذات ليلة ذهب لزيارة بجاية وذهب معه ركب كبير وصيته في الأرض عال فلما وصلوا إلى بني عبد الجبار عزم عليهم الشيخ يوسف بن مهنا رجاء في بركة الشيخ واغتناما لدعوته إذ كان يسمع به من غير معرفة شخصه وكذا جل الناس فلما حان وقت الطعام جمعوا الناس ورتبوهم على حسب عادتهم فاقعدوا المرابطين وذوي الهيآت من الملابس الفاخرة على جهة وكان الشيخ بمرقعته معهم ولرثة هيأته قالوا له قم أنت لا تأكل مع هؤلاء بل كل من أوباش الركب وأسقاطهم فقام من ذلك وقال والله حق ما تقولون ثم وقع النداء والصياح بأن الذي قام هو الشيخ الذي صدر الإكرام من أجله فألحوا عليه بالرجوع فامتنع فأكل مع من ذكر رحمه الله وقدس روحه وأني سمعت أيضا من بعض أولاده أنه قال كان ينهانا إذا سوغنا الخبز بالزيت أو غيره عن وضع الخبز من جهة باطنه فيقول إن ذلك إضاعة للمال وإنما يصلح وضعه من ظاهره اليابس إذ يحصل به المقصود من غير إضاعة المال وكان رحمه الله يصلح للتربية وتهذيب الأخلاق وقال والدي أني لزمته ولم يكن الخير إلا منه فاغتنم بركته وصار في اتباع السنة والورع والتقشف أكثر منه وكان صديقا ملاطفا لجدي والولي سيدي يحيى بن حمودي وسيدي على الصافي وغيرهم فذهبنا إليه ذات ليلة فلم نجد عنده طعاما فلم يتكلف شيئا بل أتى بخضرة الصحراء بعد طبخها وجعل عليها شيئا من السمن والزيت فلما أتى لنا بها لم يعتذر ولم يقل شيئا وقال الوالد والله لم يكن شيء أحلى منها عندهم إذ لو لا الحياء لا عتركوا عليها قالوا
Sayfa 88