261

الآخرون إلا الحرب والسلب لما رأوا من كثرة الإبل مع الحجاج فغاروا وصاحوا وشردت بغلته تحته فلم يستطع حبسها فسقط عليها فأخذ من لحق منهم ثيابه مع نسخة جديدة من دلائل الخيرات ثم أنه مسك البغلة وركبت ولحق بالركب ففزعنا من أجل ما أصابه فعند رؤيتهم الحجاج قاموا على ساق الحرب وعلموا أنهم لا يصيبون منهم شيئا اجتمعوا وجاهة الركب والحالة أنهم أخذوا بغلين وأربعة من الإبل فردوا البغلين وجملين ثم أني ذهبت إليهم وحدي والناس يبرحون بالويل خافوا علي وأنا لم أسمع لهم فلما وصلت نحو الأثني عشر فارسا نزلوا إلي وسلموا علي يدي ثم علي رجلي ورجل البغلة وبعضهم يتمرغ تحت البغلة ويطلب الإقالة ويقول إنما جئنا لأعدائنا أولاد علي إذ سلبونا وأخذونا فأخذناهم وقلت لهم أن حصل لكم الندم ردوا ما بقي من الإبل عندكم وكذا ثياب الولي الصالح الشريف سيدي محمد فقالوا أما الأولون منا قد طلبناه (1) في الدعاء واللاحقون ما علموا غير أننا نرد الجميع فأمهلونا وسألتهم كم من فارس قالوا نحن في خمسمائة ثلاثمائة من الخيل ومائتين من الرجال وأني سألتهم أيضا عن وطنهم فقالوا نحن من وطن الصعيد من عمالة مصر نحو الخمسة والعشرين يوما إلى هنا فلما رجعت وإذا بالحجاج فزعوا فزعة عظيمة ثم رجل من طرابلس قد جرحوه ومات من ذلك الجرح بعد ذلك ولما وصلت وجدتهم أمسكوا رجلا مع فرسه وأطلقته منهم وأما فرسه فقد مسكها الطرابلسية فيما ضاع لهم وقد سمعت انه لما ذهب من عندنا لحقه أولاد علي فقتلوه وبالجملة ففضل الله وجوده وحفظه بنا ظاهر من غير استحقاق إذ أعمالنا ليست أهلا لقبولها حتى توجه الله إلينا بالفضل بسببها نعم كرمه ليس مختصا بأهل الجد والاجتهاد وإنما هو مبذول لمن سبقت له العناية لا لكبيرة إن واجهك فضله ، ولا صغيرة أن قابلك عدله ، فالكريم لا يبالي من أعطى ولا كم أعطى ولا ما

Sayfa 284