199

فاستفهمه أصحابه على أمره فقال خرج حاتم بالسيف وأنا أنظر إليه حتى نحر راحلتي فنظروا إلى راحلته تتشحط في دمها فقالوا له قد والله قراك وأخذوا يأكلون من لحمها ما شاءوا ثم ارتحلوا صباحا فنظروا إلى الركب يقود بعيرا وهو يسأل عن أبي الخيبري فقالوا له من أنت فقال أنا عدي بن حاتم وإن حاتما أتاني الليلة فذكر ما تقدم من ذبح بعيره وأتى له حينئذ بعوضه ولذا قال الشاعر (1):

أبا الخيبري وأنت امرؤ

ولوم العشيرة شتامها

وقد أمرني أن أحملك على بعير مكان راحلتك فدونكه اه .

ومررنا بعد بوادي المسيد وهو كالذي قبله أو أخصب منه وماؤه غزير لا ينقطع على الدوام أيضا ويكثر في أوقات السيل لأنه يجتمع إليه ماء جبال مسلاتة من أعلاها إلى أن قال وبهذه المراحل شجر العشر كصرد القاموس فيه حراق كسرد ولم يقتدح الناس في أجود منه ويحشى في المخاد ويخرج من زهره وعشبه سكر معروف وفيه مرارة قال التجاني وهو شجر ناعم النبات شديد الخضرة إلى السواد مائل هو ينبت صعدا وله أوراق عظيمة ونور مشرق حسن المنظر كنورة الدفلي وتمر أخضر تملأ الواحدة يد حاملها وهي مملوءة بشيء يشبه القطن تسميه العرب الخربع بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وضم الباء وربما حشيت منه المرافق والوسائد.

قال وأخبرني من يوثق به أنه رأى ثيابا صنعت منه ولا يأكله حيوان وهو شجر

Sayfa 216