المذكور فقال إن المغاربة شداد على النصارى فاتركوهم لئلا يقع فيكم القتل ولا يد لي عليهم فدعوهم عنكم وتحملوا منهم ما واجهوكم به فأخذوا في دفع ما شرط عليهم الأمير وصاروا يدفعون لهم الخيل والزرع والإبل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكلمنا علماءهم المالكية فقالوا إن هذا والله هو الصغار بعينه ولا قدرة لنا على ما فعله هؤلاء الأتراك وخرجوا تلك الأيام خارج المدينة مخافة حضور هذا الفعل الذميم.
تنبيه من جملة الدواهي المعضلات أننا دخلنا المدينة للجمعة فجلسنا نتظر الإمام فإذا برجال من أهل الدولتلي أرسلهم بالنداء لا تصلى الجمعة فقام لهم صاحبنا الفقيه سيدي أحمد بن محمد الهشتوكي فقال لهم أن هذا والله حرام لا يجوز كيف تترك الجمعة من غير عذر بين وأكثر من ذلك فقام فقيه منهم فقال هذا جائز عندنا فخرجنا من مسجدهم فأتينا مسجدا آخر تصلي به الجمعة المالكية فإذا برسول الدولتلي أتى ينادي بما نادى به أولا فأبى الإمام المالكي فصلاها رضي الله عنه قائلا والله حتى أصليها ولو تنفذ سالفتي فصليناها معه جزاه الله خيرا ووقانا وإياه ضيرا ثم أجلى الله الكفرة عن المدينة يوم الخميس بعد تمام المهادنة وإمضاء شروطها وفرح المسلمون بانتقالهم عنهم وإقلاعهم عن البحر غاية الفرح أخرى الله الكفرة وأذلهم وأعز أهل الإسلام وأحاطهم.
نكتة أخبرني بعض من يوثق به أن هذه الآلة التي يرمي بها الكفرة كانت تصنع من نحاس وحديد وذهب وفضة وأنواع أخرى من المعادن ويفرغونها على قدر القدر المتوسطة المسماة في عرف أهل بلدنا بالمقلاة ولها يدان مثلها وبابها ضيق قدر ما يدخل فيه الإنسان ثلاثة أصابع أو أربعة ويأخذون عود الكلخ ويثقبون وسطه طولا ويجعلون فيه فتيلة تخرج من فوقه وأسفله ويملئونها بارودا ومسامير وقطع الحديد
Sayfa 192