169

رضي الله عنه لا يجترئ أحد على معارضته فيما أمر به ولا يتعرض لمن انتسب إليه وظهرت له كرامات وقد ظهر فضله بسبب شيخه سيدي عيسى المذكور ولذا لم يزل ولده سيدي عبد الحفيظ يبالغ في تعظيم أولاد سيدي أبي عمرو بل في تعظيم كل من انتمى إليهم بقرابة أو خدمة أو جوار أو غير ذلك وقال ولقد أخبرني من حضره ذات يوم وقد غسل سيدي محمد بن أبي القاسم من أولاد سيدي أبي القاسم يده صباحا ورأسه من حناء كان بها في إنائه فأخذ سيدي عبد الحفيظ ما اجتمع من الغسالة في ذلك الإناء وشربه نفعه الله بحسن اعتقاده ولهذا السيد مزيد اعتقاد في كل من ينتسب إلى الصلاح وقد نفعه الله بذلك فطار صيته وانتشر ذكره في البلاد أكثر من أبيه وهابه الولاة فمن دونهم كما قيل له دنيا عريضة من كل المال قد أتاه نعما وحرثا وغيرهما يطعم منهما الواردين ويواسي المحتاجين أعانه الله على ما به تولاه ورزقه الشكر على ما أولاه وتوفي أبوه سيدي الصيد سنة خمسين وألف (1050) وقال أيضا لقد أخبرني محمد بن مساهل المذكور بان قال منذ عرفت الشيخ سيدي الصيد ما تركت جمعة في مسجده نحو أربعين سنة آنية ضحى وأصلي الجمعة وأرجع إلى المدينة إلا لعذر ظاهر وأبقى في مسجده إلى أن أصلي العصر في محلي المسمى بالهنشير وبينه وبين المدينة ستة أميال.

لطيفة قال أخبرني أيضا شيخنا هذا أن شيخه المذكور قال أن لأهل الله مراغة كمراغة الإبل لا يمر بها أحد منهم إلا تمرغ بها وأني لأرجو أن يجعلك الله مراغة لأوليائه ولأجل دعوة هذا الشيخ لا يدخل أحد هذه المدينة ممن فيه انتساب لهذا الطريق المبارك إلا كان أيواؤه إلى هذا الشيخ أما بالنزول عنده أو بالتردد إليه وكان رضي الله عنه يقوم بحوائجهم قدر الإمكان ويواسيهم نفعه الله بقصده الجميل.

نادرة قال وأخبرني شيخنا ابن مساهل عن بعض مشائخه أنه قال إذا أذن خلف

Sayfa 186