146

وتوزر وقابس محل الخطفة بل توزر أعظم فكل من غفل عن حاجة في يده إلا وخطفوها فإياك والغفلة فيهما بل وفي غيرهما فإن الغفلة فيها مظنة التلف وقد زرنا الصحابي أبا لبابة الذي هو من الصحابة رضي الله عنه وقد زرناه مرارا وأعلمنا به بعض أصحابنا من الركب فانه من الصحابة قطعا وانه هو هذا إذ ثبت عندهم بالتواتر وهو من أسباب العلم وقد فضلت هذه القرية على سائر القرى بقبر هذا الصحابي.

أقول قال شيخ شيوخنا فيه ما نصه.

نكتة وأبو لبابة هذا من أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذكره ابن ناجي في اختصار معالم الإيمان وروضات (1) الرضوان في مناقب المشهورين من صلحاء القيروان وهو كتاب مجتمع في سفر والأصل لأبي يزيد الدباغ القيرواني وذكر البلوي في رحلته أنه لقي صاحب هذا التأليف وأثنى عليه وعلى تأليفه هذا وقد أطال في خبره وذكر أن قبره مما تواتر عند أهل بلده وذكر أن من لم يذكره من ألف في أسماء الصحابة وأمكنة وفياتهم فانه لم يبلغه العلم به والتواتر المذكور مقدم على ذلك وكاف في إثبات أن ذلك قبره وقد بنى عليه أمير تونس حمودة بنيانا عظيما أثابه الله على قصده وبإزائه مدرسة بناها محمد باي في غاية الجودة والإتقان والحسن ومسجده كذلك وجعل لهذه المدرسة احباسا ورتب فيها عشرين طالبا يعطي كل واحد منهم ريالا على رأس كل شهر واستأجر فقيها يعلمهم ويصلي الصلوات الخمس بالمسجد المذكور إماما به فالله تعالى يرحمه به ويعفو عنه فلقد خلف ما يذكر عنه من الآثار الحسنة والله تعالى برحمته يبدل لمن يشاء السيئة بالحسنة.

Sayfa 163