135

والخطابة بفتح الخاء قضايا مقبولة تصدر من المقبول غير النبي (1) كالصالح والعالم والعامل ومن حلي بالمقبول من الله وعندهم أدلة النقول للمعقول من الخطابة أو كلام ابن عرفة عام فيها غير أنه ضعيف جدا فلا يصح الاستناد بل لا يصح ذلك لأن من لم يعلم الله كيف يعلم أن الكلام كلامه ولعله أن يكون الكلام المستدل به لغيره وما ذكره ابن أبي جمرة أيضا من حرمة الخوض في علم الكلام إنما هو بعد معرفة القدر الواجب فالقدر الواجب المكلف به البرهان (2) العقلي ولو إجمالا هو ما يحصل للقلب اطمئنانا بحيث لا يقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته والإجمالي هو المعجوز عن تقريره وحل شبهه والذي يحرم الخوض فيه هو المختلط بشبه الفلاسفة ككتاب الفخر وطوالع البيضاوي وغيرهما هذا لغير راسخ في السنة فلم يبق إلا كونهم على الخطأ في الاعتقاد نعم كل أحد من الناس لا بد وأن يكون له ما يشعر بالنقص والعصمة للأنبياء وأما الكمال فهو لله عز وجل.

تتمة أولاد الشيخ سيدي ناجي قد حازوا المعالي من قديم الزمان وقد وجدت كثيرا من الفضلاء منهم في محلهم كسيدي محمد بن الطيب وسيدي أحمد بن ناصر وفقهاء وقراء وفيها الولي الصالح تلميذ الشيخ سيدي أحمد بن ناصر وهو سيدي عبد الحفيظ أعني أولاده وأما هو فقد وجدته ميتا قبلي بنحو شهرين وقد أخذ عنه مباشرة وإنما أدركت الذي أخذ طريقه وهو سيدي بركات وإخوانه وأولاده وسيدي السعيد ومدرس المسجد وغيرهم من طلبة العلم وفضلاء الوقت فإن النحو عندهم يعتني به الكبير والصغير حتى أنهم اشتهروا به اشتهارا بينا وبالجملة فمحلهم مشهور بالفضل والعلم والهمة غير أنه يتحاسدن عن تولية الرئاسة التي كانت بأمر رباني والآن صارت بالضد والعياذ بالله أصلح الله حالهم ووفق كلمتهم ونفعنا ببركة

Sayfa 152