وفي مثل ما وقع لنا من التحزن والتحسر ، والتألم والتضجر ، من قلة العلم وأهله ، في مواطن حسنة من محله ، يصدق قول العلامة الإمام الهمام أبي علي اليوسي من أجل أصحاب الوالد ، وممن ظهرت بركاته عليه في المصادر والموارد.
وأود لو كانت مجالس بينهم
يضحين في سبل الهداية معلما
وفي الاستبصار في أخبار الأمصار والزاب (1) كورة فيها مدن كثيرة وقاعدتها بسكرة وهي مدينة كبيرة كثيرة النخل والزيتون وأصناف الثمار وهي مدينة مسورة عليها خندق وبها جامع ومساجد وحمامات كثيرة وحواليها بساتين كثيرة وفيها غابة كبيرة مقدار ستة أميال فيها أجناس التمر منها جنس يعرف بالكسبة (2) وهو الصيحاني (3) يضرب به المثل لفضله على غيره وجنس يعرف بالبازي (4) أبيض أملس كان عبيد الله الشيعي يأمر عماله بالمنع من بيعه والتحريض عليه وبعث ما هنالك منه إليه وأجناس كثيرة يطول ذكرها لا يعدل بها وحول بسكرة رياض خارجة عن الخندق المذكور وبسكرة فيها علم كثير وأهلها على مذهب أهل المدينة ولها من الأبواب باب المقبرة وباب الحمام وباب ثالث يسكنه المولدون وداخل مدينة بسكرة آبار كثيرة عذبة منها في الجامع بئر لا ينزف وداخل المدينة جنات يدخل إليها الماء من النهر وبها جبل ملح يقطع منه صخور جليلة ومنها كان عبيد الله الشيعي وبنوه يستعملون في أطعمتهم وتعرف ببسكرة النخيل وشرب بسكرة من نهر كبير يجري في جوفها ينحدر من جبل أوراس وروي أن في الطريق إلى بسكرة جبلا يعرف بزينير
Sayfa 122