والزاب والحمد لله عامر بالخير والفضل وذلك في العامة والخاصة وإن كثر الفساد والعصيان والظلم وعم وانتشر غير أن بعض الأوطان ينعدم فيه الخير رأسا وبعضهم فيه الشر الكثير مع وجود الخير من بعض الأفراد وقد دخلت.
طولقة وهم أهل الجود والفضل أطال الله سعدهم خصوصا أولاد بوزيان فقد عم فضلهم الخلق فان لم يصبهم وابلهم فطل أحسن الله إليهم بمنه وكرمه ولكن هذا الوطن أعني الزاب منوط ببلدة بسكرة وهي الكافية بالجميع قلت قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد ابن ناصر ما نصه بعد ذكره كلاما يخصه وزرنا مسجدا وطلعنا إلى مآذنته وهي في غاية الإتقان والطول والسعة تقدر الدابة على الصعود إليها بحملها وإدراجها مائة وأربع وعشرون درجة والمسجد في غاية السعة وإتقان البناء إلا أنه قل عامروه وضعف ساكنوه فلا ترى فيهم مدرسا ولا فقيها ولا قارئا مع أن هذه المدينة من أعجب المدن وأجمعها لمنافع كثيرة مع توفر أسباب العمر ان فيها قد جمعت من التل والصحراء ذات نخيل كثيرة وزرع كثيف وزيتون ناعم وكتان جيد وماء جار في نواحيها وارحاء متعددة تطحن بالماء ومزارع حناء إلى غير ذلك من الفواكه والخضر والبقول وكثرة اللحم والسمن فى أسواقها. وبالجملة كما قال الإمام العياشي في رحلته ما رأيت في البلاد التي سلكتها شرقا وغربا أحسن منها ولا أحصل ولا أجمع لأسباب المعاش إلا أنها ابتليت بتخالف الترك عليها وعساكر العرب فيستولي عليها هؤلاء تارة وهؤلاء تارة إلى أن بنى الترك حصنا حصينا على رأس العين التي يأتي الماء منها إلى بسكرة فملكوا البلد (1) وأضروا بأهلها واجحفوا بهم في الخراج ولم يقدروا على الخروج عليهم لتمكنهم (2) من الماء الذي به حياة البلد وأهله اجتمعت عليها غارات العرب من خارج وظلم الأتراك من داخل وقد أشرفت على الخراب
Sayfa 117