97

إلى مراكش في هذه الأيام إن شاء الله تعالى ، وكيف يكون التدبير عليهما ، قال : اكتب لهما تأتيان إلى داري ، وأنا أدبر عليهما حتى ترجعا إلى بلادهما. وكتبت لهما بذلك ، وبعثت البراة إلى رجل أندلسي ، وبلغها لهما ، وسترهما الله تعالى في الطريق من الفرنج حتى بلغتا إلى فلنضس. ووقع التدبير مع الأمير (172)، وبعثهما في سفينة تجار إلى اصطنبول ، وبلغتا سالمتان. وصنع معهما ذلك بعد أن مشيت من تلك البلاد ولا رأيتهما ، والخير يأتي بخير. وأما الرايس كان يفرح بنا في سفينته ، وذلك مقصودنا.

وأما مدينة إلهاية التي كان فيها الأمير ، فعرضها اثنتان وخمسون درجة ، وذلك في إقليم السادس من الدنيا. وأصابنا الحال ونحن فيها أطول أيام العام عند حلول الشمس بالسرطان ، وليس طول الشمس وغروبها كهذه البلاد أعني مصر والمغرب والشام وبلاد الأندلس . فاليوم هنا لك من أول الفجر من نحو سبعة عشرة ساعة بتقريب ولا ظلمة في الليل إلا قليلة ، وغروب الشمس ثم بعد ذلك بساعة ونصف بتقريب نصلي الصبح.

ويطول الكلام على ما رأينا بفلنضس ، ذكرنا شيئا (173) في الرحلة ، وأيضا حكاية

Sayfa 115