الشعر، وبصر به؛ ومما حضرني الآن من شعره:
دار الهوى نجد وساكنها ... أقصى أماني النَّفس من نجد
هل باكر الوَسْمِيُّ ساحتها ... واستَنَّ في قيعانها الجُرْدِ
أو بات معتلُّ النَّسيم بها ... مستشفيًا بالبان، الرند
يتلو أحاديث الذين هم ... قصدي وإن جاروا عن القصد
أيام سمر ظلالها وطني ... منها وزرق مياهها وردي
ومطارح النظرات في رشإ ... أحوى المدامع أهيف القد
يرنو إليك بعين جازية ... قتل المحب بها على عمد
حتى أجد على عجل ... ريث الخطوب وعاثر الجد
فقدوا فلا وأبيك بعدهم ... ما عشت لا آسى على الفقد
وغدوا: دفينا قد تضمنه ... بطن الثرى وقرارة اللحد
ومشردًا من دون رؤيته ... قذف النوى وتنوفة البعد
أجرى عليَّ العيشُ بعدهم ... أني فقدت جميعهم وَحْدي
لا تَلحَني يا صاح في شَجَن ... أخفيت منه فوق ما أُبدي
بالغرب لي سكن تَأَوَبني ... من ذكره سُهْد على سُهدِ
فرخان قد تركا بمضيعة ... زويت عن الرُّفداء والرِّفْدِ
ومنهم صاحبنا الخطيب أبو عبد الله بن أحمد بن مرزوق؛ من أهل تلمسان، كان سلفه نزلاء الشيخ أبي مَدْين بالعُبَّاد، ومتوارثين خدمة تربته، من لدن جدهم خادمه
في حياته. وكان جدُّه الخامس أو السادس، واسمه أبو بكر بن مرزوق، معروفًا بالولاية فيهم. ولما هلك دفنه يَغْمَرَاسَن بن زيان، سلطان تلمسان من بني عبد الواد، ففي التربة بقصره، ليدفن بإزائه، متى قدر بوفاته. ونشأ محمد هذا
1 / 60