ولم يبق لي في الغيب من أمل سوى ... لقاء ابن رضوان وجنة رضوان
هنالك ألفيت العلا تنتمي إلى ... أناس ضئيل عندهم فخر غسان
وأرعيت من روض التأدب يانعًا ... وحييت من كنز العلوم بقعيان
وردت فلم تجدب لديه ريادتي ... وصدق طرفي ما تلقته آذاني
فحسبك من آدابه كل زاخر ... يحييك معسولًا بدُرٍّ ومرجان
يحييك بالسِّلك الذي لم تحط به ... طروس ابن سهل أو سوالف بوران
فقل بابلي إن ينافثك لفظة ... وفي وشيه الأطراس قل هو صنعاني
خلائق لم تخلق سدى بل تكملت ... بإسداء إنعام وإيلاء إحسان
ثم يقول في ذكر العلماء القادمين:
هم القوم كل القوم، أما حلومهم ... فأرسخ من طودي ثبير وثهلان
فلا طيش يعروهم وأما علومهم ... فأعلامها تهديك من غير نيران
بفقه يشيم الأصبحي صباحه ... وأشهب منه يستدل بشهبان
وحسن جدال للخصوم ومنطق ... يجيئان في الأخفى بأوضح برهان
سقت روضة الآداب منهم سحائب ... سحبن على سحبان أذيال نسيان
فلم يبق نأي ابن الإمام شماخة ... على مدن الدنيا لأنف تلمسان
وبعد نوى السطي لم تسط فاسه ... بفخر على بغدان في عصر بغدان
1 / 43