353

وصف من قبور الصحابة والتابعين ، والعلماء والصالحين ، وعلى أكثرها مبان وقباب متقنة ، ومن أشهرها وأتقنها قبة عثمان بن عفان رضياللهعنه ، وهي عالية متسعة ، محكمة العمل ، رائقة المنظر ، وتليها قبة العباس (1) رضياللهعنه ، وفي كل قبة وبنية بالبقيع عدة مقابر للصحابة وغيرهم ، إلا تربة الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه (2)، فإن قبره في بيت لا يسع غيره ، وقد رفع التسنيم على القبر (3) إلى نحو الصدر ، وأعلاه مستو مفروش بالحصى ، وبإزاء رأسه في الحائط مكتوبا في حجر : توفي الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومئة ، ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ، وقد استصحبت من قبره حصيات تبركا بها وتذكرا لمعاهدها :

[الكامل]

ومن الوفاء بعهد حب ظاعن

لثم الطلول ووقفة بالمنزل

* [مسجد النبي]

وأما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فعلى صورة المسجد الحرام ، إلا أنه في المساحة دونه بكثير ، وعرضه (4) على النصف من طوله ، وطوله من الجنوب إلى الشمال ، وعرضه (5) من الشرق إلى الغرب (6). وهو عالي السمك ، مبيض ،

Sayfa 423