وأنشدني للبحتري : (1) [الطويل]
ظعنت فلم أصبح لظعنك نادما
رضيت بأن تنأى وترجع سالما
ولما عزمت على السفر ، قال لي : أتعلم (3) أني بت البارحة مهموما؟ قلت : لماذا؟ قال : لأجل فراقك. وقيد اسمي ونسبي في برنامج شيوخه ، وقيد عني أبياتا من شعري وكتب بخطه جميع القصيدة التي كتبت بها إلى ولدي محمد وفقه الله من القيروان ، وبالغ في استحسانها ، وسمع مني القصيد الحجازي الذي قلته في طريق الحج.
ولما ودعني في منصرفي إلى الحجاز أخذ بيدي وقال لي : استودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتم عملك ثلاث مرات. ثم قال لي : رد علي مثلها ففعلت ، وأنشدني مودعا باكيا في انصرافي عنه إلى الغرب : (4) [الوافر]
أودعكم وأودعكم جناني
وأنثر عبرتي نثر الجمان (5)
Sayfa 266