154

وحلاوة المذاقة. كل عنها ظفر الزمان ونابه ، ومل منها جيش الحدثان وأحزابه. فلم تبد عليها للزمان ضراعة. ولا وكست (1) لها في معاملاته سلعة ولا بضاعة. ولا وقفت له موقف ذل يوما ولا ساعة. بل ثبتت لحزبه (2) ثبوت البطل ، وصابرت كيده حتى اضمحل سحره وبطل ، ولم تصغ أذنا إلى ما يوعد به من الخنا والخطل (3). فهي واقفة وقوف الأطواد (4)، سامية بطرف غير كليل ، وجيد غير مناد (5). آخذة (6) من الكفر وأهله بالمخنق (7)، حتى أبدلتهم من الصافي المروق الكدر المرنق (8)، فسامروا الأسف مسامرة الندى للمحلق (9). ودجا عليهم ليل [هم] (10) ادلهم بعد نهار سرور تألق ، واضطرم عليهم الأسى واحتدم فحالفوا الندم ، وقالوا : عوض لا يتفرق (11). مدينة فسيحة الميدان ، صحيحة الأركان ، مليحة البنيان ، تسفر عن محيا جميل المنظر ، وترنو بطرف ساج (12) أحور. وتبسم عن ثغر كالأقحوان إذا نور ، كأنه لم يغب عنها

وكان الأعشى سببا في تزويج بناته انظر الأغاني 9 / 113 114.

أي لا نتفرق أبدا.

Sayfa 211