195

============================================================

وكذلك يروى عن الفضيل بن غزوان أنه قيل له : إن فلانا ذكرك.

قال: والله لأغيظن من أمره.

قيل له: من أمره؟

قال : الشيطان، اللهم اغفر له ، إني لأغيظه بأن أطيع الله عز وجل فيه (1) .

فإذا رآه العدو كذلك أوشك أن يقل خطراته ، كراهة أن يزداد به خيرا إذا عرض له بالدعاء إلى الرياء، إذ لم يره يقبل، ورد ولم يرض بالرد، حتى اتخذ الداعي عبرة يزداد به خيرا وذكرأ لربه .

وكذلك يروى عن إبراهيم التيمي أنه قال : إن الشيطان ليدعو العبد إلى الباب من الاثم فلا يطيعه، ويحدث عند ذلك خيرا ، ثم يدعوه إلى الباب من الاثم فلا يطيعه ويحدث عند ذلك خيرا، فإذا رآه كذلك تركه.

وهكذا يروى عنه أنه قال : إذا رآك مترددا طمع فيك، وإذا رآك مداوما ملك وقلاك(2).

وإنما مثل النافين في الوجوه الأربعة: مثل رجال أربعة أرادوا مجلس محدث (2) أو ذكر، يخافون أن يفوتهم منه بقدر إبطائهم عنه من طريقهم، أو [أرادوا] صلاة في جماعة أو جمعة فمر أحدهم برجل من أهل الضلالة، فعرض له بالتثبط والنهي عن الذهاب يريد ان يصده.

فلما رأه يأبى أن يرجع قبل أن يجادله، فقام عليه يجادله ويخاصمه، والضال يحب طول المجادلة بينهما، ليفوته بقدر ما يچبسه بخصومه.

ظاهرا في نفسه وقلبه، إذا آنسي إلى الذكر بعد السهو عنه واستثقاله، حينما يرى ذلك يتخذ منه عبرة فيدوم على الذكر.

1) يعني: آراد الشيطان أن يوقد العداء فأطفأه الفضيل بالطاعة لله حيث عفا وأصلح (2) أي : هجرك وابتعد عنك.

(3) أي : عالم بالحديث والآثار.

Sayfa 194