Revelation of the Holy Quran and Its Care During the Time of the Prophet (PBUH)

Mohammed bin Abdul Rahman Alshaya d. Unknown
32

Revelation of the Holy Quran and Its Care During the Time of the Prophet (PBUH)

نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

Yayıncı

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Türler

سبيل المؤمنين، ألا ترى أن الله فرق بين ما نزل منه وما نزله من بعض المخلوقات كالمطر بأن قال: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ (البقرة:٢٢) فذكر المطر في غير موضع وأخبر أنه نزله من السماء، والقرآن أخبر أنه منزل منه.. ثم قال: ولو كان جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ لكان اليهود أكرم على الله من أمة محمد لأنه قد ثبت بالنقل الصحيح أن الله كتب لموسى التوراة بيده وأنزلها مكتوبة. فيكون بنو إسرائيل قد قرأوا الألواح التي كتبها الله. وأما المسلمون فأخذوه عن محمد ﷺ ومحمد أخذه عن جبريل، وجبريل عن اللوح. فيكون بنو إسرائيل بمنزلة جبريل، وتكون منزلة بني إسرائيل أرفع من منزلة محمد ﷺ على قول هؤلاء الجهمية. والله سبحانه جعل من فضائل أمة محمد ﷺ أنه أنزل عليهم كتابًا لا يغسله الماء وأنه أنزله عليهم تلاوة لا كتابة وفرقه فيهم لأجل ذلك، فقال: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾ (الإسراء:١٠٦) وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ (الفرقان:٣٢) ثم إن كان جبريل لم يسمعه من الله وإنما وجده مكتوبًا كانت العبارة عبارة جبريل، وكان الكلام كلام جبريل ترجم به عن الله كما يترجم عن الأخرس الذي كتب كلامًا ولم يقدر أن يتكلم به، وهذا خلاف دين المسلمين) .١ فقد جعل شيخ الإسلام ابن تيمية القول بأخذ جبريل للقرآن من اللوح المحفوظ أو غيره تفريعًا للقول بخلق القرآن٢ وصرح بذلك الشيخ محمد بن إبراهيم ﵀ في رسالته: "الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في

١ الفتاوى (١٢/٥١٩-٥٢٠) . ٢ انظر الفتاوى (١٢/١٢٠) .

1 / 32