16

Return of the Hijab

عودة الحجاب

Türler

في الزي واللباس وسائر المظاهر الاجتماعية في آداب المجالس وأطوار الحياة حتى في الحركة والمشي والتكلم والنطق لقد حاولوا تشكيل المجتمع المسلم على الصيغة الغربية وقبلوا الإلحاد والدهرية والمادية في نشوة التجدد بدون حيطة أو شعور بالعواقب وعدوا من لوازم التنور الفكري إيمان المرء بكل ما بلغه من قبل الغرب من فكرة ناضجة أو فجة والإفاضة فيه في مجالسه ورحبوا بالخمر والقمار واليانصيب والتهتك والرقص وما إلى ذلك من ثمرات الحضارة الغربية ثم سلموا بجميع معتقدات الغرب وأعماله في الأخلاق والآداب والاجتماع والاقتصاد والسياسة والقانون حتى في العقائد الإيمانية والعبادات سلموا بكل ذلك من غير فهم أو شعور ومن غير نقد أو تجريح كأنه تنزيل من السماء ليس لهم قبله إلا أن يقولوا: (آمنا) وأصبح المسلمون أنفسهم يستحيون من كل ما نظر إليه أعداء الإسلام بالتحقير والتعيير ولو كان هذا الشيء من الأمور الثابتة في الشرع الحنيف وطفقوا يحاولون أن يمحوا تلك السبة عن أنفسهم: - اعترض الغربيون على ما عندهم من أحكام الجهاد فقال هؤلاء المنهزمون: (ما لنا وللجهاد يا سادة؟ إنا نعوذ بالله من هذه الهمجية) ... - اعترضوا على الرق فقال هؤلاء: (إنما هو حرام عندنا أصلًا) (١١) - وأطالوا لسان القدح في تعدد الزوجات فجاء المنهزمون ينسخون بضلالهم وجهلهم آيات القرآن ويحرفون الكلم عن مواضعه (١٢) - ثم قال أولئك الغربيون: (لابد من مساواة الرجل والمرأة في جميع نواحي

= (.... شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) (١١) انظر " أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " للشنقيطي (٣/٣٨٦- ٣٨٩) . (١٢) انظر المرجع السابق (٣/٧٧٣- ٣٨٠)

1 / 17