Religions and Doctrines - Madinah University
الأديان والمذاهب - جامعة المدينة
Yayıncı
جامعة المدينة العالمية
Türler
وقد ظهرت هذه التسمية بعد موسى ﵇ فكيف نرجعها إلى عصور ما قبل موسى ﵇ ولعل الراجح في هذه التسمية أنها بسبب توبتهم مع موسى ﵇ مأخوذة من قولهم: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ (الأعراف: ١٥٦) لأن هذه التسمية عرفت مع أيام موسى ﵇.
ومن الأسماء التي اشتهر بها القوم بنو إسرائيل، وكلمة إسرائيل مركبة من جزأين "إسرا" ومعناها عبد، وإئيل ومعناها الله، فمعنى الكلمة عبد الله، والمراد به يعقوب ﵇ حفيد إبراهيم، وابن إسحاق ﵈ فقد جاء في التوراة: "وظهر الله ليعقوب فباركه، وقال له: اسمك يعقوب لا يكون من بعد اسمك يعقوب، بل إسرائيل يكون اسمًا فسماه إسرائيل، ولا بأس فجل الأنبياء والرسل وصفوا بهذا الوصف عبد الله عباد الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾ (مريم: ٤١) أو قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ (ص: ٤٥) كذا ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ﴾ (ص: ١٧) ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ﴾ (الجن: ١٩) يراد به النبي محمد ﵊، فكذا سمي يعقوب بعبد الله، لكن أن يقال سماه الله كذلك بسبب ما جاء في التلمود: "أنه قام يصارع الرب، وكاد أن يغلب الرب؛ فمنحه الرب هذا النيشان، وذلك الوسام، وقال له: دعني يا يعقوب، وأنت من الآن إسرائيل" فهذا من كفر اليهود، ومن تخريفاتهم التي اشتملت عليها كتبهم المحرفة.
وعلى هذا نستطيع أن نقول: إن تسمية يعقوب بإسرائيل من قبل الله تعالى، وهي حقيقة مسلمة؛ لأن الإنسان عبد الله منذ خلقه سمي بذلك أم لم يسمَ، فإذا سمي بذلك كان تشريفًا وتعظيمًا، ومن الأٍسماء التي عرف بها القوم حديثًا الصهيونية، وليس لهذه التسمية أصل قديم، وإنما أخذت لتدل على مفهوم معين؛ لأنها تفيد لغويًّا
1 / 102