رد مزاعم المستشرقين
الرد على مزاعم المستشرقين جولد تسهير ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين
Yayıncı
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Türler
Guillaume في كتابه:The Traditions of Islam (الحديث في الإسلام) يدعي بأن أبا هريرة كان له عادة وضع الأحاديث. (١)
لقد أثارت روايات أبي هريرة ﵁ حفيظة كثير من المتشككين والطاعنين في الحديث الشريف، وذلك لأنه أسلم قبل وفاة النبي ﷺ ووصلت مروياته إلى (٥٣٧٤) حديثا. وهو يعد من أكثر الصحابة رواية عن النبي ﷺ. ويعد علماء الحديث عدالة الصحابة جميعا أمرًا مجمعًا عليه بينهم، وأن الصحابة يستحيل أن يصدر منهم كذب على رسول الله ﷺ.
وقد طعن المستشرقون في مرويات الصحابة الشباب لأنها أكثر عددا من مرويات الصحابة الذين لازموا النبي ﷺ خلال أيامه الأولى. فمثلًا إن عدد الأحاديث التي رويت عن الخلفاء الأربعة هي أقل بكثير من الأحاديث التي رواها أبو هريرة وابن عباس. ولم يتوقف طعن هؤلاء المغرضين بالصحابة الكرام واتهامهم بوضع الأحاديث بل تجاوزه إلى العلماء المسلمين قاطبة من السلف الصالح ولهذا يقول جولدتسيهر: «ولا نستطيع أن نعزو الأحاديث الموضوعة للأجيال المتأخرة وحدها بل هناك أحاديث عليها طابع القدم، وهذه إما قالها الرسول، أو هي من عمل رجال الإسلام القدامى» (٢)، ولهذا فإن جولدتسيهر لم يتوان في نقده لمتن حديث ثبتت صحته بالافتراء على عَلَم من أعلام المسلمين -ألا وهو الإمام الزهري رحمه الله تعالى –
_________
(١) A. Guillaume، The Tradition of Islam، (Oxford،)، p..
(٢) إجناتس جولدتسيهر، العقيدة والشريعة في الإسلام، ترجمة محمد يوسف موسى وعبد العزيز عبد الحق، وعلي حسين عبد القادر، (القاهرة: دار الكتب الحديثة، ١٩٥٩م)، ط١، ص: ٤٩-٥٠.
1 / 15