بمحروسة دمشق، وبيده كتابٌ، فقال لي: هذا كتاب فصوص الحِكَم! خذْه، واخرُج به إلى الناس ينتفعون به، فقلتُ: السَّمعُ والطاعةُ لله ولرسوله وأولي الأمر منَّا، كما أُمرنا، فحققتُ الأُمنية، وأخلصتُ النيَّة، وجرَّدتُ القصدَ والهِمَّة إلى إبراز هذا الكتاب كما حدَّه لي رسولُ الله ﷺ من غير زيادةٍ ولا نقصان".
وإذا كان ابنُ عربي صادقًا في حصول رؤياه، فلا شكَّ أنَّه لَم ير النَّبِيَّ ﷺ، وإنَّما رأى شيطانًا، وقد قال الشيخ بدر الدِّين بنُ جماعة: "وحاشا رسول الله ﷺ أن يأذن في المنامِ فيما يُخالفُ أو يُضادُّ قواعدَ الإسلامِ، بل ذلك من وساوِس الشيطان ومحنتِه، وتلاعبه برأيه وفتنتِه، وأمَّا إنكارُه يعني ابن عربي ما ورد في الكتاب والسُّنَّة من الوعيد، فهو كافرٌ به عند علماء التوحيد، وكذلك قوله في نوح وهود ﵉ قول لغو باطل مردود". تنبيه الغبي (ص:١٤٠) .
وبعد هذا أقول للبوطي والرِّفاعي: هذا التَّائه الذي