18

Reflections on the Believer's Likeness to the Palm Tree

تأملات في مماثلة المؤمن للنخلة

Yayıncı

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ)

Türler

بعض ألفاظ حديث ابن عمر المتقدّم من رواية الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر أن النبي ﷺ قال: "إنَّ من الشجر لما بركته كبركة المسلم ... " الحديث. "وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرّة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعًا، ثم بعد ذلك يُنتفع بجميع أجزائها حتى النَّوى في علف الدوابّ والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامّة في جميع الأحوال، ونفعُه مستمر له ولغيره حتى بعد موته"١. ثامنًا: أنَّ النخلةَ كما وصفها النبيّ ﷺ: "لا يسقط ورقُها" وبين المسلم والنخلة في هذا وجه شبه يتضح بما رواه الحارث بن أبي أسامة في هذا الحديث من وجه آخر عن ابن عمر، ولفظه: قال: "كنا عند رسول الله ﷺ ذات يوم فقال: "إنَّ مثل المؤمن كمثل شجرة لا تسقط لها أنملة، أتدرون ما هي؟ " قالوا: لا. قال: "هي النخلة، لا تسقط لها أنملة، ولا تسقط لمؤمن دعوة" ٢. قال القرطبي في تفسيره مبيِّنًا أهميةَ هذه الزيادة وعِظم فائدتها: "وزاد فيه الحارث بن أسامة زيادةً تساوي رحلة عن النبي ﷺ قال: "وهي النخلة لا تسقط لها أنملة، وكذلك المؤمن لا تسقط له دعوة" فبيّن معنى الحديث والمماثلة"٣. والدعاء مأمور به كما هو معلوم، وموعود عليه بالإجابة كما قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ٤ لكن الدعاء سببٌ مقتضٍ للإجابة مع

١ فتح الباري لابن حجر (١/١٤٥،١٤٦) . ٢ فتح الباري (١/١٤٥) . ٣ الجامع لأحكام القرآن (٩/٢٣٦) . ٤ سورة غافر، الآية: (٦٠) .

1 / 214