Reaching the Truth of Intercession
التوصل إلى حقيقة التوسل
Yayıncı
دار لبنان للطباعة والنشر
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
Yayın Yeri
بيروت
Türler
ابإسلامهم ... فأخبرهم الله بوحيه المنزل على عبده ورسوله محمد ﷺ:
(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجعون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا)
فإن هؤلاء الذين يزعم المشركون أنهم يقربونهم إلى الله زلفى هم أنفسهم يخبر الله عنهم أنهم يتسابقون ويتنافسون فيما بينهم بالتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والأعمال الصالحة ويرجون رحمته ويخشون عذابه أن ينالهم ويشفقون منه فكيف يا أيها المشركون تدعونهم لكشف الضر عنكم وتوسطونهم ..؟ فما الذي تؤملون منهم وهم على أشد ما يكونون حاجة إلى الله تعالى. فالذي لا يملك شيئًا .. لا يعطي شيئًا. وما مثلكم في هذا العمل الذي تصنعون .. إلا كمثل مريض ذهب إلى الطبيب لكي يتطبب عنده فرأى طبيبه مريضًا يتطبب عند كبير الأطباء مثلا أو عند أي طبيب آخر .. أفلا يدفعه واقع طبيبه لأن يتطبب عند من وجد طبيبه عنده.؟! فلو أن في طبيبه نفعًا لنفع نفسه .. وما احتاج إلى طبيب سواه.
إذا قال هؤلاء الذين تدعونهم يرجون رحمة الله ويخشون عذابه ويتسارعون في مرضاة الله تعالى ويتقربون إليه بأعمالهم الصالحة المرضية فلماذا لا تصنعون كما صنعوا لتبلغوا عند الله الذي بلغوا .. لأن التوسل بالعبد الصالح من غير متابعة له في الأعمال الصالحة لا يجوز أن يكون وسيلة.
ثم فكروا قليلًا وانظروا .. هل هؤلاء الذين توسطونهم .. !! يوسطون أحدًا إلى الله في توسلاتهم؟ أم جعلوا أعمالهم الصالحة وسيلة إليه تعالى ..؟ لا شك أن الجواب: بل جعلوا أعمالهم الصالحة وسيلة وقربة يتقربون بها إلى الله تعالى. فما بالكم لا تقتدون بهم ..؟ ولم لا تفعلون ما يفعلون. . ما دمتم بهم وبصلاحهم تثقون ..؟ أمن جهة تثقون بهم وبصلاحهم ومنزلتهم عند الله .. ومن جهة أخرى تخالفون هديهم ومنهجهم ..؟! هذا أمر يوحي بأنكم غير صادقين في محبتكم لهم ولستم واثقين من صلاحهم ولو كنتم صادقين بذلك لجعلتموهم قدوتكم
1 / 21