Reaching the Truth of Intercession
التوصل إلى حقيقة التوسل
Yayıncı
دار لبنان للطباعة والنشر
Baskı Numarası
الثالثة
Yayın Yılı
١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م
Yayın Yeri
بيروت
Türler
[إستأذنت النبي ﷺ في العمرة فأذن وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا] وفي رواية: [قال: أشركنا يا أخي في دعائك»] رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
إن كل ما يتلفظ به رسول الله ﷺ من أمور هذا الدين الكريم إنما هو تشريع ومكلف به هو وأمته ﵊ فقوله ﵇: [لا تنسنا يا أخي من دعائك] حرص منه ﷺ على ما سيلقاه من إجابة دعاء عمر من الخير من الله تعالى واستكثار من هذا الخير لأن أمته ستتأسى به في ذلك فيكون له أيضًا مثل أجورهم ولا يخفى في نصل طلب الرسول ... بدعاء عمر له ما فيه من التأكيد عليه بذلك بقوله ﷺ: [لا تنسنا ...] فهذا ولا شك تأكيد منه بالدعاء وتوصية بعدم النسيان ففي حرصه ﷺ على الخير من وراء هذا الدعاء وفي ما سيؤجر به من تأسي أمته به وفي هذا التأكيد منه على عمر بأن لا ينساه من الدعاء دليل قاطع على مشروعية طلب المؤمن من أخيه أن يدعو له ويتوسل بدعائه هذا إلى الله تعالى. وهذا مصداق ما ذهبنا إليه قبل صفحات من جواز توسل الأعلى بدعاء الأدنى له ... ولا شك في أن توسل الأدنى بدعاء الأعلى جائز من باب أولى.
ثم تأمل يا أخي القارئ المسلم ... مبلغ فرح عمر ﵁ بهذا التكليف الكريم يصدر من رسول الله ﷺ بأن يدعو له .. ! أجل تأمل يا أخي عمر وسروره العظيمين بهذا التكليف من قوله ﵁: «كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا» أي أن هذه الرعاية والعناية والتلطف من رسول الله ﷺ بتخصيصه بهذا التكليف الكريم وتحميله هذه الأمانة ما يستدل لو أنه بدل بها الدنيا وما فيها أي لو أعطي ما في الدنيا جميعًا بدل هذا التكليف لما قبل عمر بذلك ... بل فضل أن يحمل أمانة رسول الله ﷺ بالدعاء له ... هذه الأمانة التي شرفه بها. وخصه بفضلها دون سائر المعتمرين ذلك العام ...
1 / 160